كتبت – رندة رفعت
الدول التي تؤمن بالتنوع والاختلاف واحترام الآخر أكثر الدول استقرارًا ونماء أما الدول التي وقعت في براثن الكراهية
دخلت في دوائر من العنف والفوضى لا تنتهي ويؤكد :
لا قتل على المعتقد ولا إكراه على الدين
ويجب أن نعمل سويًّا على نشر وتبني ثقافة التسامح ونبذ كل ألوان الكراهية
خلال رئاسته جلسة “مكافحة الكراهية ونشر ثقافة التسامح في الخطاب الديني بين الواقع والمأمول” بمؤتمر التسامح والسلام والتنمية المستدامة في الوطن العربي، صباح اليوم الثلاثاء 18/ 10/ 2022م بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، أكد أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أنه لا إكراه في الدين، ولا قتل على المعتقد، حيث يقول الحق سبحانه: “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ”، ويقول سبحانه: “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ”، ويقول سبحانه: “لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”، ولما رأى نبينا (صلى الله عليه وسلم) امرأة عجوزًا مقتولة في ساحة القتال قال (صلى الله عليه وسلم) من قتلها ما كانت هذه لتقاتل، فلا قتل على المعتقد، ولا إكراه عليه، وحرية المعتقد تقتضي حرية إقامة الشعائر.
مؤكدًا أنه لا تنمية بلا تسامح، وأن الدول التي تؤمن بالتنوع والاختلاف واحترام الآخر أكثر الدول استقرارًا ونماء، أما الدول التي وقعت في براثن الكراهية دخلت في دوائر من العنف والفوضى لا تنتهي.
ومن ثمة فإننا نتخذ من التسامح ونبذ الكراهية منهج حياة في تعاملنا مع الآخر: في قبوله، واحترامه، وإنصافه، بالقدر الذي نود أن يعاملنا به قبولًا واحترامًا وإنصافًا، بل نتخذ التسامح منهج حياة في كل جوانب وشئون حياتنا: بيعًا، وشراءً، وقضاءً، واقتضاءً، ومشاركة، وحياةً أسرية، بل إنه ليتجاوز ذلك كله إلى العفو والصفح وغض الطرف عن الهنات والعثرات، وإقالة ذوي الهيئات عثراتهم، وعلينا أن نتحول بثقافة التسامح من ثقافة النخب إلى ثقافة الشعوب والمجتمعات، ليعم التسامح الإنسانية جمعاء.
هذا وقد تم إهداء كتاب: “التسامح منهج حياة” لمكتبة جامعة الدول العربية، ولسيادة السفيرة/ هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد بالجامعة العربية للشئون الاجتماعية، ولجميع المشاركين في الجلسة، ولممثلي الدول العربية بها، وهو ما كان موضع إشادة بالغة من الجميع بالكتاب وموضوعه وعرضه وتناوله الوافي لجوانب الموضوع.
وقد شارك في هذه الجلسة كل من: الدكتور/ محمد مطر الكعبي رئيس هيئة الأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة، والأستاذ الدكتور/ نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتورة/ سميرة لوقا رئيس وحدة حوار الثقافات بالهيئة الإنجيلية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان.