كلمة السفير أحمد رشيد خطابي
الأمين العام المساعد
المشرف على قطاع الاعلام والاتصال
بجامعة الدول العربية
معالي الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة
سعادة الدكتورة هويدا مصطفى، رئيسة الملتقى عميدة كلية الإعلام
أصحاب السعادة الأساتذة الأفاضل
الحضور الكريم
من دواعي شرفي الكبير تمثيل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في ملتقى شباب الإعلام العربي شاكرا دعوتكم الكريمة ومتمنيا كامل النجاح والسداد لهذه الدورة، الثانية من نوعها، التي تكرس مقاربة نموذجية جديرة بالتقدير في التعامل الفعال مع قضايا الشباب والاعلام في سياق دينامية الفعل الأكاديمي المشرف لجامعتكم الموقرة.
ذلكم أن هذا الملتقى، برعاية كريمة من جامعة القاهرة، يعد بامتياز فضاء للحوار بين كافة الشركاء المعنيين بالممارسة الإعلامية بمختلف روافدها لإثراء النقاش حول واقع المشهد الاعلامي العربي ولا سيما في ضوء انتشار الإعلام الجديد بارتباط وثيق مع انشغالات الشباب المصري والعربي، وإسهاماتهم في البناء الوطني والتنموي علما أن الشباب، يشكلون أزيد من ثلث إجمالي البنية السكانية العربية.
وفي هذا الصدد، قد لا أكون في حاجة للتأكيد على الدور الحيوي للشباب كقوة مؤثرة في تحقيق التنمية المستدامة لمنطقتنا العربية. فلا يمكن، بأي حال، تصور تنمية حقيقية دون تعبئة جدية لطاقات الشباب وتوظيف قدراتهم وضمان اندماجهم في المحيط الاقتصادي والإنتاجي والاجتماعي بعدما أضحى سوق العمل لا يقتصر على الشهادات الجامعية فقط ولكن كذلك على الجودة والتفوق والتمكن من مهارات مسايرة التحولات الرقمية.
ومن هنا، فإن الملتقى فرصة لإلقاء الضوء على آليات صقل المهارات المهنية في ضوء استعراض التجربة المصرية من خلال الأوراش والجلسات النقاشية التي ستكون ذات جدوى في إطلاع الخريجين من الإعلاميين الشباب العرب على التجارب الثرية لمجموعة من الكتاب والصحفيين والخبراء المرموقين واستفادتهم من أساليب أداء المؤسسات العاملة في مجال الإعلام المكتوب والسمعي – البصري. واسمحوا لي، في هذا الصدد، التذكير بالدعوة الوجيهة لمعالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية في ندوة إعلامية عربية سابقة والهادفة إلى “ضرورة إعداد جيل من الشباب الصحفيين والإعلاميين بمهارات جديدة، مع الحرص على تقديم محتوى يعتمد على برامج وتطبيقات متطورة دون إغفال أهمية إيجاد مصادر تمويل تسمح لهذه المؤسسات بالانطلاق نحو صناعة إعلامية متطورة”.
إن جامعة الدول العربية وعيا منها بأهمية الرأسمال البشري، وفي صلبه الشباب، ومن منطلق توجهاتها الاستراتيجية للنهوض بالواقع العربي ، بعد كل ما تعرضت له المنطقة من هزات عنيفة ومحاولات خطيرة لضرب استقرارها والمس بسلامة وكيان دولها الوطنية ، إذ تثمن تنظيم هذا الملتقى تتطلع لتكون خلاصاته فيما وراء تملك تقنيات ومهارات المهنة من الإعلاميين الشباب مدخلا لترسيخ أخلاقيات وضوابط العمل الإعلامي والتصدي للحمولات المتطرفة المشوشة على ثقافة المواطنة التي ترتكز ، في الجوهر، على الانتماء للوطن ولا شيء غير الوطن ونبذ الحمولات الهدامة التي تحاول يائسة العبث بعقول الأجيال الصاعدة.
ولا يفوتني، في الأخير، أن أؤكد لكم الاستعداد الدائم للجامعة العربية لتعزيز الشراكة مع جامعتكم العريقة وغيرها من المؤسسات الجامعية المصرية والعربية والإسهام في الحوار حول هذه القضايا التي ما أحوجنا جميعا، دولا ومنظمات وجامعيين وإعلاميين وطلاب، من إبداء الرأي بشأنها بروح تشاركية من أجل التأسيس لمنظومة جامعية عربية أكثر ملاءمة وقدرة على خلق فرص الشغل لشبابنا العربي وأكثر انفتاحا على متطلبات الحداثة وروح العصر.
والسلام عليكم ورحمة الله