كتبت – رندة نبيل رفعت
في خطوة غير مسبوقة على مستوى التعاون الروحي والديني ضمن التكتلات الدولية، حظي البيان الختامي الصادر عن لقاء القادة الدينيين لمسلمي دول منظمة بريكس بردود فعل إيجابية واسعة في مختلف أرجاء العالم، حيث أشادت جهات دينية، فكرية، وسياسية بالرؤية المتزنة التي حملها البيان، والتي جمعت بين البعد الإيماني العميق، والمواقف الأخلاقية الواضحة، والتطلعات الإنسانية المشتركة.




وقد أكد القادة الدينيون، في بيانهم، على أن “وحدة التنوع” ليست مجرد شعار، بل هي قيمة أصيلة في تعاليم الإسلام، تنطلق من تقدير الحكمة الإلهية في خلق الشعوب والأعراق والثقافات، وترتقي إلى بناء عالم متعدد الأقطاب، متضامن، يقوم على الاحترام المتبادل للهوية الدينية والثقافية لكل أمة.
البيان، الذي جاء بمضامين عالية المستوى من حيث المسؤولية الأخلاقية والروحية، سلط الضوء على قضايا مصيرية تُهدد النسيج الإنساني، من بينها محاولات تقويض بنية الأسرة، وتسييس الذكاء الاصطناعي، وتصاعد نزعات التطرف والكراهية، مشددًا على أهمية العودة إلى المرتكزات الأخلاقية والقيمية كرافعة لإنقاذ البشرية من دوامة الانقسام والصراع.
وقد لقي البيان ترحيبًا وتقديرًا من مؤسسات إسلامية ومراكز بحثية ودبلوماسيين في عدد من دول العالم، باعتباره نموذجًا للدبلوماسية الدينية الرصينة التي تعزز السلم الأهلي، وتحمي الهوية الثقافية والدينية للشعوب، وتدفع باتجاه حوار حضاري عميق داخل تكتل بريكس.
وفي هذا السياق، وصفت عدة صحف ومراكز دراسات عالمية البيان بأنه “تحول نوعي في توظيف البعد الديني كقوة ناعمة” داخل منظومة بريكس، يُجسّد الوعي بأهمية الدور الروحي في صنع التوازنات الدولية.
ودعا البيان إلى تعميق التعاون العلمي والديني والإنساني بين المجتمعات الإسلامية في دول بريكس، وتوسيع دائرة التنسيق المشترك مع ممثلي الديانات الأخرى، بما يُسهم في صياغة خطاب عالمي جديد، قِوامه العدالة، والرحمة، والحوار، ورفض الإقصاء بجميع أشكاله.
وقد خصّ المشاركون بالشكر سماحة المفتي العام الشيخ راوي عين الدين، وسعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري، على رعايتهم الكريمة لهذا اللقاء التاريخي، مشيدين بدور المؤسسات الدينية في روسيا والإمارات العربية المتحدة في ترسيخ قيم التعايش والتفاهم، إلى جانب الإشادة الخاصة بمواقف البرازيل المبدئية في الدفاع عن كرامة الشعوب وتعزيز مبادئ التواصل الحضاري العادل.