الجامعة العربية تُطلق أولى دورات صالونها الثقافي: السينما جسراً للتقارب وبناء الوعي الجماعي

الجامعة العربية تُطلق أولى دورات صالونها الثقافي: السينما جسراً للتقارب وبناء الوعي الجماعي

القاهرة – رندة نبيل رفعت

شهد مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، مساء اليوم الأربعاء، انطلاق الدورة الأولى من “صالون الجامعة العربية الثقافي” تحت عنوان: “دور السينما في التقارب بين الشعوب”، وذلك تزامنًا مع إحياء اليوم العالمي لمكافحة خطاب الكراهية الذي أقرته الأمم المتحدة في 18 يونيو من كل عام.

ويأتي هذا الحدث الثقافي النوعي ضمن رؤية الجامعة لتعزيز دور “القوة الناعمة” في تقريب المسافات بين الشعوب العربية والعالم، من خلال الأدوات الإبداعية المؤثرة، وعلى رأسها السينما.

وقد شارك في أعمال الدورة الأولى رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام ورئيس البرلمان العربي الأسبق، السيد أحمد الجروان، إلى جانب نخبة من المفكرين والدبلوماسيين والمثقفين.الثقافة في مواجهة الانغلاق .

وفي كلمة له خلال الافتتاح، أكد السفير حسين الهنداوي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، وممثل الأمين العام السيد أحمد أبو الغيط، أن انطلاق الصالون الثقافي يشكّل محطة جديدة في مسار التفاعل الثقافي العربي، معتبراً أن الحوار الثقافي لم يعد ترفاً، بل ضرورة لمواجهة موجات العزلة الفكرية وخطاب الكراهية الذي يهدد المجتمعات.

وأوضح الهنداوي أن اختيار السينما كموضوع افتتاحي لم يكن مصادفة، بل تعبير عن إيمان الجامعة بالدور الحاسم للإعلام المرئي في إعادة تشكيل الصور الذهنية، وتفكيك الروايات النمطية، وتعزيز الفهم الإنساني المشترك بين الشعوب.

واعتبر أن السينما أضحت أحد أبرز روافع التقارب بين الثقافات، كونها تُجسد المعاناة، وتُخلد الذاكرة، وتنقل القيم الإنسانية بمعالجة بصرية عابرة للحدود.

استعادة إرث طه حسين بدوره، أشار المستشار يوسف مشاري، مدير إدارة الثقافة وحوار الحضارات بالجامعة، إلى أن إطلاق الصالون الثقافي يمثل إعادة إحياء لفكرة رائدة تبنّاها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين حينما أسّس أول صالون ثقافي في الجامعة منتصف القرن الماضي.

وقال إن الصالون آنذاك جمع رموز الفكر والأدب العربي في مناقشات حيوية حول اللغة، والتعليم، والهوية، والتنوير.

وأضاف مشاري أن النسخة الحديثة من الصالون تسعى لتكون منبراً فكرياً دائمًا يجمع صُنّاع القرار والخبراء والمبدعين والأكاديميين، في مساحة مفتوحة للنقاش والحوار، ضمن مقاربة عربية جماعية تضع الثقافة في صدارة أدوات التأثير.

نحو منصة مستدامة للفكر والحواروخلص المشاركون في الجلسة الافتتاحية إلى التأكيد على أن السينما، بما تملكه من سطوة سردية وبصرية، تستطيع أن تسهم في تجاوز الحواجز النفسية والثقافية، وتعيد رسم الجسور بين الشعوب على قاعدة التعددية الإنسانية لا التصادم الحضاري.

كما تم التوافق على أهمية أن يكون صالون الجامعة منصة دورية لتناول قضايا الثقافة والهوية والإعلام والفكر العربي، بوصفها عناصر رئيسية في معادلة التنمية الشاملة ومناعة المجتمعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: