سفيرة الإيسيسكو للسلام ميس رضا تكتب: رفيقا الزمن الأول على ضفاف النيل ودجلة والفرات

سفيرة الإيسيسكو للسلام ميس رضا تكتب: رفيقا الزمن الأول على ضفاف النيل ودجلة والفرات

رندة رفعت

في الوقت الذي تتلألأ فيه أنوار المتحف المصري الكبير معلنةً فصلًا جديدًا من فصول الحضور الحضاري لمصر وتربعها على خارطة السياحة العالمية، تظلُّ روح الحضارة العراقية العريقة حاضرة بين جدرانه، وإن غابت الأجساد، فما غابت الرموز ولا المعاني.


فمصر والعراق، رفيقا الزمن الأول، يقفان على ضفّتين من نهرين خالدين؛ النيل والفرات، يرويان ذاكرة الإنسانية بحبرٍ من طين، ونقوشٍ من نور، كلاهما كتب للبشرية حروفها الأولى، وعلّمها كيف تُقيم المدن وتُشيّد المعابد وتُبجّل الفكر والجمال.

وفي هذا الاحتفاء العالمي بالمتحف المصري الكبير، وفي ضوء ما عبّر عنه بيان الخارجية العراقية الذي جاء محمّلًا بعبارات التهنئة الصادقة لمصر قيادةً وشعبًا، وأن الروابط بين الشعبين تمتد أعمق من الحدود الجغرافية، فهي تلاقيٌ في الروح، وتواصلٌ في الإبداع، ووشائجُ تمتدّ من الأجداد إلى الأحفاد، ومتضمّنًا كلمات تعبّر عن عمق المحبة والأخوّة بين البلدين، ومُشيدًا بما يمثّله افتتاح المتحف المصري الكبير من إنجازٍ حضاري يُضاف إلى رصيد الإنسانية جمعاء.


كما عبّر الأشقاء في العراق عن هذه المحبة الصادقة بمشاركات واسعة على منصّات التواصل الاجتماعي، حملت عبارات الفخر والفرح، وتغريدات وصورًا كتبوا عليها أن الشعبين المصري والعراقي جسّدا فرحتهم معًا بهذا الحدث العظيم، كأنما امتزجت القلوب قبل الكلمات، وتصافحت الأرواح قبل الأيادي.


فكما يجتمع الحجر المصري بالنقش الرافديني في متاحف العالم، تجتمع اليوم القلوب على محبة التاريخ وصون إرث الإنسان.. العراق حاضر في وجدان مصر، كما تحضر مصر في ضمير العراق، في احتفالٍ واحدٍ اسمه: الخلود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: