«مصر تنادي العالم: الشراكة في المياه هي حصن الاستدامة» — وزير الخارجية يكشف رؤية استراتيجية في أسبوع القاهرة للمياه

«مصر تنادي العالم: الشراكة في المياه هي حصن الاستدامة» — وزير الخارجية يكشف رؤية استراتيجية في أسبوع القاهرة للمياه

القاهرة – رندة نبيل رفعت
ألقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، كلمة مهمة في الجلسة الافتتاحية لأسبوع القاهرة الثامن للمياه، أُقيمت تحت شعار “الحلول المبتكرة من أجل القدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية واستدامة الموارد المائية”. جاء ذلك بحضور وفود عربية ودولية، خبراء، ممثلي المنظمات الدولية، وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني.

في مستهل كلمته، رحّب الوزير عبد العاطي بالحضور، مؤكدًا أن مصر، بفضل موقعها العريق ودورها التاريخي، تتبنى استراتيجية متوازنة تجمع بين الطموح والواقعية في مواجهة تحديات المياه. وأوضح أن قضية المياه لم تعد تقتصر على الأطر الوطنية، بل هي محور أمني واستراتيجي عالمي يتقاطع مع تغيّر المناخ والتنمية المستدامة.

وأشار الوزير إلى أن مصر تُدرك أن موارد المياه مشتركة بين دول المنابع والمصب، وأن إدارة هذه الموارد تتطلب تفاهماً يقوم على العدالة والمصلحة المتبادلة، وليس على فرض الأطر الأحادية. وأكد أن سياسة القاهرة في الملف المائي تُنمّى على مبدأ التوازن بين حق التنمية لبلدان المنابع وبين حماية مصالح دول المصب.

وأضاف أن مصر سعت خلال السنوات الأخيرة لتقديم حلول فنية وعلمية مبتكرة في مجالي المحافظة على المياه واستخدامها الفعّال، منها إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي في محطات كبرى، وتطبيق أنظمة ري حديثة، وتحسين شبكات التوزيع لتقليل الفُقد والهدر. كما أشار إلى أهمية دمج التقنيات الذكية والرقمية في منظومة إدارة المياه لدعم الشفافية والكفاءة.

كما أكّد الوزير أن مصر لن تقف بمعزل عن بقية دول القارة الأفريقية، وإنما تمدّ يد التعاون والمساعدة، خاصة لدول حوض النيل، من خلال التدريب ونقل الخبرات، والمشروعات التنموية المائية. وأشار إلى مبادرات مصر في بناء قدرات الكوادر الأفريقية في مجال المياه والتكيف المناخي، وتعزيز قنوات الحوار بين الدول لمواجهة التحديات المشتركة.

وختامًا، دعا الدكتور بدر عبد العاطي المشاركين إلى انتهاز هذا التجمع العالمي ليكون منصة فعلية لتكوين شراكات مستدامة، وتحويل التوصيات إلى مشروعات ملموسة، مؤكّدًا أن مصر تنظر إلى المياه كجسر للتعاون لا كأداة للتوتر، وأنها ستظل ملتزمة بالعمل مع الشركاء الدوليين للدفاع عن الحقوق، وتحقيق التنمية، وضمان أمن المياه للأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: