القاهرة – رندة نبيل رفعت
في أمسية فكرية استثنائية احتضنتها مكتبة البلد، تألقت الكاتبة والباحثة ليلى موسى، ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في القاهرة، وهي تكشف عن ثمرة جهدها البحثي الجديد: كتاب “اللّامركزية وبناء مستقبل سوريا… الإدارة الذاتية نموذجاً”.
وقد تحوّل حفل التوقيع إلى ملتقى فكري زاخر بالحوار العميق والنقاشات الغنية، شارك فيه نخبة من المثقفين والباحثين والإعلاميين والشخصيات السياسية، ليمنح الكتاب منذ لحظته الأولى مكانة مرموقة في ساحة الفكر العربي.






الكاتبة أوضحت أن مشروعها الفكري جاء استجابة لحاجة ملحّة لقراءة علمية وموضوعية لتجربة “الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سوريا، باعتبارها نموذجًا عمليًا يعيد طرح الأسئلة الجوهرية حول بدائل الدولة المركزية، ويقدّم تصورًا لبناء سوريا حديثة قائمة على التعددية والديمقراطية التشاركية وضمان حقوق جميع المكوّنات.
ولم يقتصر الكتاب على عرض التجربة، بل حمل في طياته تحليلًا نقديًا لمواطن القوة والضعف، ليغدو مرجعًا فكريًا لا غنى عنه في أي حوار حول مستقبل سوريا.
النقاشات التي أُثرت خلال الندوة تراوحت بين الأبعاد الأمنية التي تناولها اللواء خالد مطاوع، والمقاربات المقارنة التي قدّمها د. مختار غباشي، مرورًا بشهادات عن واقع الإدارة الذاتية وتجلياتها التي عرضها الكاتب الصحفي إلهامي المليجي، والرؤى النقدية التي بسطها د. ذيب القرالة، وصولًا إلى إضاءة أسماء الحسيني على الدور الريادي للمرأة في هذه التجربة، قبل أن يختتم الكاتب الصحفي مجدي الدقاق بالتأكيد أن “اللامركزية” لم تعد خيارًا بل ضرورة تاريخية لإعادة صياغة العقد الاجتماعي السوري.
وفي كلمة مؤثرة، شدّد مدير الندوة الباحث شريف عبد الحميد على أن الكتاب ليس سردًا عابرًا ولا تنظيرًا جامدًا، بل عمل بحثي موثق يضيء مساحات جديدة من التفكير في أفق الحل السياسي السوري.
واختُتمت الأمسية بتوقيع الكاتبة لكتابها وسط تفاعل استثنائي من الحضور، الذين أجمعوا أن صوت ليلى موسى في هذا العمل لا يمثل مجرد مؤلفة تكتب، بل شاهدة على تجربة ومعاصرة لتفاصيلها، ما يمنح الكتاب صدقيته وفرادته.
لقد جاءت هذه الندوة لتؤكد أن كتاب ليلى موسى ليس مجرد إصدار جديد، بل دعوة جريئة لإعادة التفكير في حاضر سوريا ورسم معالم مستقبلها على أسس المشاركة والعدالة والتعددية.