مفتي الجمهورية يطلق من القاهرة برنامجًا عالميًّا لتأهيل المفتين في عصر الذكاء الاصطناعي

مفتي الجمهورية يطلق من القاهرة برنامجًا عالميًّا لتأهيل المفتين في عصر الذكاء الاصطناعي

كتبت – رندة نبيل رفعت

افتتح فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، فعاليات البرنامج التدريبي لباحثي أكاديمية أفهام الماليزية حول منهجية الفتوى في عصر الذكاء الاصطناعي، والذي ينظمه مركز التدريب بدار الإفتاء المصرية خلال الفترة من 14 إلى 18 سبتمبر الجاري.

وأكد فضيلته في كلمته أن هذا اللقاء يعكس عمق الروابط بين مصر وماليزيا، ويجسد الدور العالمي لدار الإفتاء المصرية باعتبارها منارة علمية وحضارية تخدم المسلمين في شتى بقاع الأرض.

مشددًا على أن الإفتاء صناعة دقيقة تتطلب إعدادًا علميًّا راسخًا وتدريبًا متواصلًا يجمع بين فقه النصوص الشرعية وإدراك الواقع وتحدياته.

وأشار فضيلة المفتي إلى أن الأمة الإسلامية تواجه اليوم أزمات فكرية وأخلاقية وسياسية واقتصادية، وأن التصدي لها يقتضي إعداد مفتين راشدين يجمعون بين العلم العميق والمنهج الوسطي الرشيد، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي يمثل تحديًا معاصرًا ينبغي التعامل معه برؤية منضبطة تستثمر إمكاناته في خدمة المقاصد الشرعية دون إفراط أو تفريط.

كما شدد فضيلته على أن الفتوى رسالة حضارية ووسيلة لصيانة القيم المجتمعية وتحقيق الخير للناس، مؤكدًا أن دار الإفتاء المصرية لا تخدم المصريين فقط، بل هي دار علم وفتوى للأمة الإسلامية جمعاء.

وفي سياق كلمته توقف فضيلة المفتي عند المظالم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني جراء اعتداءات الاحتلال الصهيوني، واصفًا إياها بأنها جرح نازف في جسد الأمة، مشددًا على أن نصرة المقدسات تكون بالعلم الراشد وبناء وعي مجتمعي يقيم الحجة ويدافع عن الحق.

من جانبه، أعرب السيد الداتو شمس النجم بن شمس الدين، الوزير المفوض لشئون التعليم بسفارة ماليزيا بالقاهرة، عن تقديره الكبير لدار الإفتاء المصرية وفضيلة المفتي، مشيرًا إلى أن إدماج الذكاء الاصطناعي في مجال الإفتاء أصبح ضرورة لمواكبة التحولات الرقمية العالمية، مؤكدًا أن الشراكة بين دار الإفتاء وأكاديمية أفهام الماليزية تمثل نموذجًا حيًّا للتعاون الدولي في نشر قيم الوسطية ومواجهة التحديات الفكرية.

واختتم الحفل الذي شهد حضور عدد من الباحثين الماليزيين وأمناء الفتوى والباحثين المصريين، في أجواء احتفالية عكست عمق العلاقات العلمية والدينية بين القاهرة وكوالالمبور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: