سفير عُمان بالقاهرة: السلطنة تكرّس خطابا دينيا يقوم على التسامح ونبذ التطرف

سفير عُمان بالقاهرة: السلطنة تكرّس خطابا دينيا يقوم على التسامح ونبذ التطرف

ا ش ا

أكد السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عُمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن سلطنة عُمان تولي اهتمامًا بالغًا بالمؤسسات الدينية والإفتائية، وتعمل على ترسيخ نهج الاعتدال والوسطية في الخطاب الديني، انطلاقًا من رؤيتها الحضارية المتجذرة في احترام التنوع المذهبي والفكري، ونبذ الغلو والتطرف بكافة أشكاله، تعزيزًا لقيم التسامح والتعايش والسلام، وحفاظًا على وحدة النسيج المجتمعي وصيانة الهوية الإسلامية الأصيلة.


وأعرب الرحبي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء، عن سعادته بمشاركة السلطنة في فعاليات المؤتمر الدولي العاشر للإفتاء، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، تحت عنوان: “صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي”، معتبرًا هذه الفعالية منصة عالمية مرموقة تجمع العلماء والفقهاء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي لتبادل الخبرات والرؤى حول القضايا الشرعية الراهنة، وبحث آليات تطوير الأداء الإفتائي بما يواكب تحولات العصر.


وأشار إلى أن سلطنة عُمان، ومن خلال مكتب الإفتاء التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، تعمل على الدفع بالفكر العُماني المتزن الذي يدعو إلى التسامح والانفتاح واحترام التعددية، وترسيخ مفاهيم الحوار والعيش المشترك، مع التركيز على تحصين المجتمع من خطابات الكراهية والفتنة.


وفي هذا السياق، شدد الرحبي على أهمية موضوع المؤتمر هذا العام، لما له من دلالة على وعي متنامٍ بضرورة مواكبة الثورة التكنولوجية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، واستثمارها إيجابيًا في خدمة الإفتاء وإيصال الفتوى الصحيحة إلى الجمهور عبر قنوات موثوقة ومنضبطة، مع التأكيد على مخاطر إساءة استخدام هذه التقنيات، كما بدأت تُرصد مؤخرًا، في الترويج لفتاوى متطرفة أو غير منضبطة، ما يهدد بوحدة الأمة ويُغذِّي خطاب الفرقة والانقسام.


وأكد أن هذا الواقع يستدعي العمل على وضع ضوابط واضحة وحوكمة رشيدة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الإفتائي، تضمن سلامة المرجعية وضبط محتوى الفتوى، وتحول دون استخدامها كأداة لبث الفرقة أو التضليل باسم الدين، وهو ما يتوافق مع المبادئ التي تنتهجها سلطنة عُمان منذ نشأتها، والمرتكزة على الحكمة والاعتدال والاتزان في معالجة القضايا الدينية والفكرية.


وفي سياق متصل، أشاد السفير الرحبي بالدور التاريخي والريادي الذي يضطلع به الأزهر الشريف كمنارة علمية وفكرية كبرى، في نشر منهج الإسلام الوسطي المعتدل، ومواجهة الفكر المتشدد، ورفد العالم الإسلامي بالكفاءات العلمية والدعوية المؤهلة لنشر قيم التسامح والرحمة والسلام.. مؤكدا أن الأزهر، بما يحمله من إرث علمي راسخ ومكانة مرموقة في العالم الإسلامي، يُعد شريكًا أساسيًا في جهود تحصين المجتمعات من الفتاوى الشاذة والتيارات المنحرفة.


وأعرب عن تقديره الكبير لجمهورية مصر العربية ودار الإفتاء المصرية على حسن التنظيم وحفاوة الاستقبال، مشيدًا بالدور الحيوي لمصر ومؤسساتها الدينية، وعلى رأسها الأزهر ودار الإفتاء، في دعم العمل الإفتائي المؤسسي، ومواجهة الفكر المتطرف، ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال.


واختتم السفير الرحبي تصريحه بالتأكيد على أهمية استمرار عقد مثل هذه المؤتمرات الدولية لما تحققه من تبادل معرفي مثمر، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين دور الإفتاء والهيئات الدينية والعلمية في العالم الإسلامي لإصدار فتاوى تراعي المتغيرات المعاصرة، وتسد أبواب الفوضى الإفتائية، وتقدم صورة مشرقة عن الإسلام بوصفه دين الرحمة والعدل والتسامح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: