القاهرة – رندة نبيل رفعت
برعاية اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، عضوة المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية ورئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، انطلقت صباح اليوم من العاصمة بيروت أعمال ورشة العمل الإقليمية تحت عنوان: “دور الحضانات في توسيع أفق اقتصاد الرعاية نحو مزيد من الفرص والعدالة للنساء”، في سياق إعداد خطة إقليمية لاقتصاد الرعاية في المنطقة العربية. وتستمر فعاليات الورشة لمدة ثلاثة أيام (22-24 نيسان/أبريل 2025)، بمشاركة رفيعة من ممثلين وممثلات عن الآليات الوطنية والوزارات المعنية من الدول الأعضاء.
تنظم الورشة بالتعاون بين منظمة المرأة العربية، والهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة – المكتب الإقليمي للدول العربية، وبشراكة مع منظمة العمل الدولية، والإسكوا، وبدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (Sida).
وفي كلمتها الافتتاحية، رحّبت الأستاذة الدكتورة فاديا كيوان، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، بالحضور، مؤكدة أن موضوع الحضانات يشكل محورًا أساسيًا في النقاش حول الرعاية، لما له من تأثير مباشر على توازن الأدوار داخل الأسرة وعلى تمكين النساء للمشاركة الكاملة في الحياة العامة.
واعتبرت الورشة خطوة نوعية لتبادل الخبرات وإنتاج توصيات عملية تؤسس لرؤية استراتيجية إقليمية في هذا المجال.
من جهتها، عبّرت السيدة جيلان المسيري، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان، عن تقديرها للشراكات القائمة مع منظمة المرأة العربية، مشيرة إلى أن هذه الورشة تُبنى على مخرجات مؤتمر عمّان الأخير، الذي أرسى الأساس لوضع خارطة طريق إقليمية لاقتصاد الرعاية بقيادة المنظمة.
وشدّدت على أهمية تسليط الضوء على العبء غير المتكافئ الذي تتحمله النساء في أعمال الرعاية، لا سيما في ظل الأزمات الممتدة التي تواجهها المنطقة.
كما أكدت السيدة آنيت فانك، مديرة برنامج WoMENA في GIZ، أهمية دعم الحضانات كعنصر محوري في بنية اقتصاد رعاية شامل، داعية إلى تقديم حوافز للقطاع الخاص لإنشاء مرافق رعاية أطفال، وتعزيز السياسات الحكومية التي تضمن خدمات رعاية ميسّرة وآمنة تحت إشراف مؤسسي.
أما السيدة مي مخزومي، عضو المكتب التنفيذي في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، فقد تناولت في كلمتها التحولات الجذرية في مفهوم الرعاية، الذي لم يعد مقتصرًا على النساء فحسب، بل أصبح مسارًا مهنيًا يتطلب تأهيلاً علميًا ومؤسسيًا.
وشددت على أهمية النظر إلى الرعاية بوصفها أحد أركان الاقتصاد الوطني، ما يعزز فرص العمل للنساء ويزيد من الإنتاجية والدخل القومي.
تأتي هذه الورشة استكمالًا للحوار الإقليمي رفيع المستوى الذي عقد في عمّان في فبراير 2025، والذي أوصى بوضع خارطة طريق شاملة لاقتصاد الرعاية، تتصدر فيها الحضانات كأداة استراتيجية للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء في الدول العربية.
