القاهرة – رندة نبيل رفعت
في حدثٍ يجمع بين البُعد الديني والتاريخي والثقافي، تستعد محافظة أسوان المصرية لاستضافة مراسم جنازة رسمية مهيبة للأمير كريم الحسيني الأغاخان الرابع، الإمام التاسع والأربعين للطائفة الإسماعيلية، الذي وافته المنية في لشبونة بالبرتغال.
وبموجب قرارٍ حكومي أصدره رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، سيُدفن جثمان الأمير الراحل في ضريح الأغاخان الثالث بالبر الغربي لمدينة أسوان، الذي يُعدّ تحفة معمارية تطل على نهر النيل، ورمزاً لصلات العائلة الروحية بمصر.
وبالتنسيق بين المحافظة والجهات الوطنية، استُقبلت أسرة الأمير الراحل في مطار أسوان الدولي بحضور محافظ الإقليم اللواء دكتور إسماعيل كمال، ووفد رسمي رفيع المستوى، تأكيداً على المكانة الخاصة التي تحظى بها أسوان كمدينةٍ ذات إرثٍ ثقافي وديني عابر للحدود.
ومن المقرر أن تبدأ المراسم صباح الأحد بموكبٍ جنائزي يمر من مقبرة الأديب عباس العقاد إلى ميدان مجدي يعقوب، لتنطلق بعدها الرحلة النهائية عبر مراكب نيلية نحو الضريح التاريخي، في مشهدٍ يعكس التمازج الفريد بين الطقوس الدينية والتراث النيلي الخالد.
هذا الحدث ليس مجرد وداعٍ لزعيم روحي بارز، بل تأكيدٌ على دور مصر كحاضنةٍ للتنوع والتاريخ، وحلقة وصلٍ بين الشرق والغرب، حيث تحفظ أرض الكنانة ذاكرة عائلة الأغاخان التي ارتبطت بمصر لعقود، بدءاً من الأغاخان الثالث الذي اختار أسوان مقراً أبدياً لراحته، وصولاً إلى الراحل كريم الأغاخان الرابع، الذي وُثقّت مسيرته بالعمل الإنساني والتعليمي العالمي.
