قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن إسرائيل قتلت أكثر من 10 آلاف ممن المدنيين الفلسطينيين نصفهم على الأقل من النساء والأطفال.
جاء ذلك في كلمته في القمة العربية الإسلامية المشتركة الطارئة التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض اليوم، وإلى نص الكلمة:
حرب إسرائيل على قطاع غزة ليست الأولى.. ولكننا جميعا نرغب ونأمل في أن تكون الأخيرة.إسرائيل تمنت منذ اليوم الأول لاحتلالها لهذا القطاع أن يختفي سكانه.. يهجروه أو يهجروا منه.
ووصلت بها التمنيات المريضة إلى تصريح أحد وزرائها العنصريين بأنه ينبغي ضرب القطاع بالنووي.. إلى هذا الحد هناك حقد إسرائيلي ضد سكان قطاع غزة الصامدين المقاومين المثابرين.. الذين يستحقون منا كل احترام وتقدير ودعم.. قتلت إسرائيل حتى تاريخه أكثر من عشرة آلاف مدني نصفهم على الأقل من النساء والأطفال.. في حملة تطهير عرقي وإبادة جماعية وعنف ممنهج على مرأى ومسمع من العالم أجمع.. عنف ودم يزرعان الكراهية الأجيال قادمة …شهر كامل ونحن نطلب من القوى الدولية ومجلس الأمن أن يعفي المدنيين الفلسطينيين من شر الحملة الانتقامية الإسرائيلية البشعة.
والمجلس يفشل المرة تلو الأخرى بإصرار قوة معينة على عدم تقييد أيدي إسرائيل في الرد على عمليات 7 أكتوبر بل ووصف ما تقوم به من مجازر وحشية بأنه دفاع عن النفس.أصحاب الجلالة والفخامة والسمو لدي ثلاثة نقاط أراها عملية:
أولا: إن الوقف الكامل لإطلاق النار هو أولوية ينبغي أن يعمل كل من له قدرة على السعي إليه.. أولوية تجب كل اعتبار آخر.. ومن يعمل على عدم توسيع رقعة الحرب يجب أن يعي أن استمرار الالة العسكرية الإسرائيلية في البطش بأهل غزة هو الذي من شأنه رفع احتمالات المواجهة الإقليمية.
ثانيا: التهجير القسري بكل صوره لسكان غزة أو الضفة أو القدس الشرقية هو جريمة دولية ومخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني وهو مرفوض من الفلسطينيين والعرب والعالم.. ولكن قوى التطرف الإسرائيلي بخيالها المريض لا ترغب في التخلي عن تمنياتها بعمل ترانسفير ثاني وهو أمر لن يتحقق.. ولن نمكنهم من تحقيق أمنياتهم الفاشية.
ثالثا: لا حديث عن مستقبل غزة بالانفصال عن مستقبل الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة.
فهذه عناصر إقليم الدولة الفلسطينية على أساس خطوط 4 يونيو 1967.
وعلى كل حال فإن كل الحديث عن التعامل الأمني مع قطاع غزة دون حديث عن الحل السياسي للقضية ودون آلية لتطبيق هذا الحل يُعد نسيان للمزيد من الوقت.. ومن شأنه أن يعود بالأمور إلى المربع رقم (1) مرة أخرى.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو بدأت بعض الدول في الغرب، وبالذات في أوروبا، في التجاوب مع فكرة تنظيم مؤتمر دولي للسلام للتعامل مع كيفية تطبيق حل سياسي للصراع.
يقوم على أساس حل الدولتين.. ورغم المواقف المشينة وغير المتوازنة التي صدمتنا- ولا تزال -من جانب عدة دول ومسؤولين.
إلا أنني أرى جدوى في التجاوب مع أنصار ذلك التوجه لعله يصل بنا إلى تجسيد مسار سياسي يطبق حل الدولتين الذي ينشده العالم كله ما عدا قوى الاحتلال.
إن طريق إعادة الأمور إلى طبيعتها في غزة الباسلة سيكون طويلًا وصعباً وأثق أن دولنا الأعضاء ستقدم كل الدعم والمساندة.
فأهل غزة يستحقون وقوفنا جميعاً إلى جوارهم في مواجهة آثار العدوان 4 ندعو الله أن يخفف عن أهالي الضحايا وعن المصابين والمكلومين.
ونأمل أن يتلقى أصحاب الضمائر الحرة في العالمرسالتنا بالوقف الفوري لهذه الحرب الشريرة.