كتب – أيمن عامر
أثنى السفير الصادق عمر عبد الله ، المندوب الدائم لجمهورية السودان لدى جامعة الدول العربية، على نتائج اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة مصر الذى عقد بمقر الأمانة العامة والمخصص لمتابعة الأوضاع فى سوريا والسودان وفلسطين ، مرحباً بعودة مقعد سوريا للجامعة العربية كبداية لحل الأزمة السورية والترتيب لخطوات أخرى عبر تفاهمات عربية
وأوضح الصادق فى تصريحات خاصة ، أنه بالنسبة للسودان فالجامعة العربية أكدت اهتمامها وتفاعلها مع هذه الأزمة وأصدرت قراراتها الهامة ، أهمها التأكيد على سيادة السودان وشرعية الحكومة وعدم المساواة بين القوات المسلحة الرسمية والقوات المتمردة عليها ، مؤكداً أن الجامعة العربية سارت خطوات إلى الأمام وشكلت لجنة اتصال وزارية عربية للقيام بالتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية التى ينتمى إليها السودان ومع الدول المؤثرة فى الجهود الجارية حالياً للحل السلمى للأزمة وكذلك تكليف الأمانة العامة بالدعم والتنسيق مع كافة المنظمات الأخرى مثل الاتحاد الأفريقى ومنظمة التعاون الإسلامى لتنسيق العمليات الإنسانية والإغاثية وإغاثة المنكوبين والمدنيين
وأكد السفير الصادق ، أن القمة العربية القادمة فى الرياض ستنظر فى هذا الأمر ، مؤكداً أن الجامعة العربية تهدف إلى المحافظة على سيادة السودان ومنع التدخلات الأجنبية فى شؤونها الداخلية ومنع تأجيج الصراع والسيطرة على الصراع وحله بالطرق السلمية ، مشيراً إلى أن الجامعة العربية ماضية فى دورها الريادى لحل الأزمة
وثمن السفير الصادق ، بالدور المصرى المتعاطى مع الأزمة السودانية مؤكداً أن مصر من أكبر الدول الداعمة والقريبة من السودان على مر العصور والأجيال مشدداً على أن الأمن القومى المصرى والأمن القومى السودانى يكملان بعضهما البعض وأى مشكلة تحدث فى السودان تؤثر تأثير مباشر على مصر ، مشيراً إلى أن مصر قادت الاستقلال للدول الأفريقية وتدعمها إقليمياً ودولياً وفى الساحة العربية فى سبيل المحافظة على المؤسسات الحكومية والرسمية ومنعها من الانهيار
ونوه السفير الصادق ، إلى أنه خلال انعقاد اجتماعات جامعة الدول العربية ، قامت قوات الدعم السريع بمهاجمة واحتلال المنظمة العربية للتنمية الزراعة التابعة لجامعة الدول العربية بمكان مقرها بالخرطوم وتحويلها لثكنة عسكرية ، حيث ندد أحمد أبو الغيط الأمين العام بذلك الاقتحام ، مطالباً النأى عن المؤسسات المدنية فى هذا الصراع
وندد الصادق ، باحتلال ميليشيات الدعم السريع للمؤسسات والمستشفيات الحكومية والمقار الدبلوماسية واتخاذ المدنيين دروع بشرية وهو ما يتطلب الادانة الدولية وفرض العقوبات عليها
وأوضح السفير الصادق ، أن القوات المسلحة السودانية تمكنت من السيطرة على الأوضاع بنسبة 85 إلى 90 % فى العاصمة الخرطوم والأقاليم وتم القضاء على أغلب القوات والمعسكرات للقوات المتمردة والأن تشتتوا فى مجموعات هاربة فى الأحياء السكنية للسلب والنهب واتخذوا من السكان المدنيين دروع بشرية وهو ما يمنع القوات المسلحة من الاعتداء عليهم وسط السكان ، مؤكدا أن قوتهم الأساسية انتهت بسيطرة القوات المسلحة على الأمور بسرعة جداً ، وتبقت جيوب هاربة تسعى إلى نشر الفوضى والهلع وسط السكان
وأكد السفير الصادق ، أن مفاوضات المملكة العربية السعودية لاستضافة ممثلين من الجيش السودانى وقوات الدعم السريع ، تشمل وفد كبير من كبار القادة العسكريين والسفراء وهى تمضى إلى الحل السلمى ونأمل أن تصل إلى نتيجة إيجابية مشيراً إلى أن المفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار والعمل على أنهاء الأزمة تفاوضياً ، مشدداً على استمرار الحسم العسكرى حتى انتهاء ومعالجة الأزمة والسيطرة على التمرد
وأوضح السفير الصادق أن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى بشأن تطورات الوضع فى جمهورية السودان أصدر القرار رقم 8915 والذى نص على إن مجلس جامعة الدول العربية برئاسة مصر فى دورته غير العادية التى عقدت اليوم الأحد ، بعد اطلاعه على مذكرة المندوبية الدائمة لجمهورية مصر العربية رقم 1334 بتاريخ 3 مايو الجارى وعلى مذكرة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية رقم 485 بتاريخ 3 مايو الجارى ، واستذكار الجهود التى تبزلها الدول العربية فى إجلاء الرعايا من الدول العربية والأجنبية ، واستذكار البيان رقم 252 الصادر عن الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين التى عقدت بتاريخ 16 إبريل الماضى بشأن التطورات بشأن السودان وكذلك القرار رقم 8913 الصادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين فى جلسته المستأنفة التى عقدت يوم 1 مايو الجارى ، وفى ضوء مداخلات رؤساء الوفود
وأفاد السفير الصادق أن المجلس أصدر عدة قرارات بناءً على ما سبق حيث أكد على ضرورة الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه ، وعدم التدخل فى شؤونه الداخلية والتعامل مع الأزمة الحالية باعتبارها شأناً داخلياً سودانياً والحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية الوطنية ومنع انهيارها والحيلولة دون أى تدخل خارجى فى الشأن السودانى تجنباً لتأجيج الصراع وتهديد السلم والأمن الأقليميين
وكذلك تشكيل مجموعة اتصال عربية وزارية من كل من : المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية تتولى التواصل مع الأطراف السودانية والدول المؤثرة إقليمياً ودولياً والمنظمات والتجمعات الدولية ذات الصلة بالأمر بهدف التوصل لتسوية سلمية
وأيضاً بذل المساعى من أجل الوصول إلى وقف كامل ومستدام لإطلاق النار والعمل على معالجة أسباب الأزمة بما يلبى طموحات الشعب السودانى وتطلعه إلى الاستقرار والأمن
والتنسيق مع الأمانة العامة والمنظمات والهيئات الاغاثية الدولية والأممية لتوفير الدعم الإنسانى والطبى العاجل للمواطنين والنازحين داخل السودان ، عبر السلطات المعنية وكذلك للباحثين عن ملاذ آمن بدول الجوار التى تستقبل لاجئين لمساعدتها على تحمل الأعباء المتزاية ، فضلا عن حث الدول المانحة عربياً ودولياً على تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السودانى
والطلب من الأمين العام متابعة تنفيذ ما ورد فى هذا القرار وإحاطة المجلس بالتطورات
وثمن السفير الصادق قرارات الجامعة العربية بشأن السودان والتى تعمل على إنهاء الأزمة وتقديم الدعم للمؤسسات الحكومية والشعب السودانى