بقلم – جعفر وازه تشون ” صحفي صيني “
ما هو “عائد الديمغرافي”؟ بحسب تعريف صندوق الأمم المتحدة للسكان، العائد الديمغرافي هو نمو اقتصادي محتمل يمكن أن ينشأ عن تحولات في التركيبة العمرية للسكان، وذلك عندما تكون شريحة السكان في سن العمل (15-64) أكبر من الشريحة السكانية في سن لا يسمح بالعمل (14 فأصغر، و65 فأكبر). لماذا يذكر التعريف “نمو اقتصادي محتمل”؟ لأن “عائد الديمغرافي” لا يقتصر على الحجم المطلق للسكان فقط، بل له علاقة أقوى مع جودة القوى العاملة أيضا التي تعدّ عاملاً حاسمًا لتحويل احتمالية النمو إلى حقيقة موجودة على أرض الواقع، لذلك إذا أردنا أن نتحدث عن التنمية الصينية في هذا الجانب فعلينا أن ندرس الوضع الصيني الحقيقي من جميع الزوايا لنعرف العائد الديمغرافي الصيني بشكل أوضح وأشمل من خلال ما يلي؛ أولا الصين فيها الآن ما يقرب من 900 مليون نسمة في سن العمل، وأن 15 مليون شخص ينضمون إلى القوى العاملة سنويا، الأمر الذي يدل على أن الإمداد الغني بالموارد البشرية لا يزال نقطة قوة للصين، ثانياً تلقى أكثر من 240 مليون شخص تعليماً عالياً في الصين، وارتفع متوسط سنوات التعليم للمنضمين الجدد إلى القوى العاملة إلى 14 عاما وهذا دليل بأن عائد الصين من المواهب في طور التكوين والتشكيل، وقد أشار تقرير المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني إلى أنه “يشكل التعليم والعلوم والتكنولوجيا والإبداع الدعائم الأساسية والاستراتيجية لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل”، مما يثبت أن الصين تعمق تنفيذ استراتيجيات النهوض بالوطن من خلال العلوم والتعليم وتقويته بالاعتماد على الابداع والتنمية المدفوعة بالابتكار وهذه نقطة هامة في رفع جودة العائد الديمغرافي. عندما تقوم بتقييم العائد الديموغرافي في الصين فيجب ألا ننظر فقط إلى الحجم المطلق للسكان، ولكن أيضا إلى حجم القوى العاملة عالية الجودة، لأن القوة الدافعة لتنمية الصين لا تزال قوية ونشيطة وهي الأعلى عالمياً خصوصاً وأن الصين تمضي في تنمية المواهب وتعزز من قوة قواها العاملة وتنمي مهاراتهم.