ذكر أن دانيال عليه السلام كان نبيا من أنبياء بني اسرائيل وكان في زمن أخت نصر الذي خرب بيت المقدس وقتل من قتل من بني اسرائيل وأحرق التوراة وذكروا انه بشر بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال شيخ الاسلام ابن تيمه رحمه الله وقال دانيال عليه السلام وذكر محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه فقال: ( ستنزع في قسيك إغراقا وترتوى السهام بأمرك يا محمد إرتواءا) فهذا تصريح بغير تعريض وتصحيح ليس فيه تمريض ووجدوا في بيت المال رجل على السرير ميت يقال انه من ثلاثمائة سنة وعند رأسه مصحف بلغتهم أرسلوه الى عمر وطلب يترجم المصحف فقال أبو العالي قرأت في المصحف سيركم وأخباركم والامور الاتية في الجنة والنار ثم ذكر شيخ الاسلام ابن تيمة رحمه الله اشارتين لدانيال بالمسيح والبشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم وفيها من وصف محمد صلى الله عليه وسلم وأمته بالتفصيل ما يطول وصفه وقد قرأها المسلمون لما فتحوا العراق كما ذكر العلماء منهم أبو العاليه اشتهروا أن المسلمون لما افتتحوا توستر عثروا عليه فأمر أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه الصحابة أن يدفنوه ويعموا على الناس قبره للا يفتنوا به روى ابن أبي الدنيا بسند صحيح كما في البداية والنهاية عن أبي الزناد قال:( رأيت في يد أبي برده بن ابي موسى الاشعلي خاتما نقش عل فصه أسدين بينهما رجل يلحسان ذلك الرجل قال أبو بردة:( هذا خاتم ذلك الرجل الميت الذي زعم أهل هذه البلده انه النبي دانيال) أخذه أبو موسى يوم دفنه قال أبو برده: « فسأل أبو موسى علماء تلك القرية عن نقش ذلك الخاتم» فقالو: ( ان الملك الذي كان النبي دانيال في سلطانه جاءه المنجمون وأصحاب العلم) فقالوا له: ” يولد ليلة مذا وكذا غلام يعور ملكك ويفسده ” فقال ذلك الملك : ( والله لا يبقى تلك الليلة غلام الا قتلته) الا انهم أخذوا النبي دانيال فألقوه في اجنبه الاسد فبات الاسد ولبوته يلحسانه لم يضراه فجأت أمه ووجدتهم يلحسانه فنجاه الله بذلك حتى بلغ ما بلغ قال أبو بورده: قال أبو موسى وقال علماء تلك القرية: ( فنقش دانيال صورته وصورة الاسدين يلحسانه في فص خاتمه للا ينسى نعمة الله عليه في ذلك وروى ابن أبي سيبه بسند صحيح، عن أنس: ( انهم لما فتحوا توستر) قال فوجد رجل أنفه ذراعا في التابوت كانوا يستظفون ويمطرون به فكتب أبو موسى الى عمر بن الخطاب بذلك وكتب عمر: ( ان هذا نبيا من الانبياء. والنار لا تأكل الانبياء والارض لا تأكل الانبياء فكتب أن انظر انت وأصحابك ( أي أصحاب أبي موسى ) فادفنوه في مكان لا يعلمه أحدا غيركما قال : ( فذهبت أنا وأبو موسى فدفناه) في الليل وروى أبي شيبه بسند صحيح عن مطرف بن مالك انه قال: ( شهدت فتح توستر مع الاشعري) قال: ( فأصبنا دانيال بالسوس) قال: ( فكان أهل السوس اذا أسنوا أخرجوه فاستسقوا به وأصبنا معه ستين جره مختومه) عن أبي العالية قال: ( لما افتتحنا توستر وحدنا في بيت مال الهرموزاني سريرا عليه رجل ميت عند رأسه مصحف فأخذنا المصحف وأرسلناه الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فدعى له كعبا فنسخه بالعربية أنا أول رجل من العرب قرأه قرأاه مثلما أقرأ القرآن هذا فقولت لابي العالية ما كان فيه فقال: ( سيرتكم وأموركم ودينكم ولحون كلامكم وما هو كأن بعده قولت: ( فما صنعتم بالرجل قال: ( حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرق لما كان في الليل دفناه وساوين القبور كلها لنعميه عن الناس لكي لا يهبشونه) قولت وما ترجون منه قال: ( كانت السماء اذا حبست عليهم برزوا بسريره فيمطرون قولت: ( من كنتم تظنون الرجل) قال رجل يقال له دانيال فقال منذ كم وجدتموه مات قال منذ ثلاتمائة سنة فقولت: ( ماكان تغير شيء قال لا إلا شعيرات من قفاه إن لحوم الانبياء ولا تبليه الارض ولا تأكلها السباع قال ابن كثير رحمه الله ان كان تاريخ وفاته محفور من ثلاتمائة سنة فليس بنبي بل هو رجل صالح لان عيسى ابن مريم ليس بينه وبين رسول الله نبي في نص الحديث الذي في البخارى والفترة التى كانت بينهما أربعمائة سنة وقيل ستمائة وعشرون سنة وقد يكون تاريخ وفاته من ثمانمائة سنة وهو قريب من وقت دانيال ان كان كونه دانيال او قد يكون رجل آخر من الانبياء والصالحين ولكن قربت الظنون انه دانيال لان دانيال كان قد أخذه ملك الفرس فأقام عنده مسجونا كما تقدم وروى عن أبي العالية: ( إن طول أنفه شبر ) وعن أنس بن مالك ان طول أنفه ( ذراع) فيحتمل على هذا أن يكون رجل من الانبياء الاقدمين قبل هذه المدد وقال شيخ الاسلام رحمه الله لما ظهر قبر دانيال في توستر كتب فيه أبى موسى الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب اليه عمر بن الخطاب رضى الله عنه كتب اليه عمر اذا كان بالنهار فأحفر ١٣ قبرا وإدفنه في الليل في واحد منهم.