أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية أن الدول العربية قطعت خطوات مهمة في إنشاء منطقة التجارة العربية الحرة، وتحرير جزء من التجارة السلعية دون رسوم جمركية، معربًا عن التطلع لتعزيز هذا المسار.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها وزير المالية، اليوم الإثنين، في الجلسة الافتتاحية للمنتدى العربي حول تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية «التجارة البينية ودور القطاعين العام والخاص في تحقيق ذلك»، الذي تنظمه المنظمة العربية للتنمية الإدارية والبرلمان العربي لمدة ثلاثة أيام تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء
أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية أن الدول العربية قطعت خطوات مهمة في إنشاء منطقة التجارة العربية الحرة، وتحرير جزء من التجارة السلعية دون رسوم جمركية، معربًا عن التطلع لتعزيز هذا المسار.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها وزير المالية، اليوم الإثنين، في الجلسة الافتتاحية للمنتدى العربي حول تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية «التجارة البينية ودور القطاعين العام والخاص في تحقيق ذلك»، الذي تنظمه المنظمة العربية للتنمية الإدارية والبرلمان العربي لمدة ثلاثة أيام تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء.
وقال معيط إن العالم يشهد تغيرًا في سلاسل الإمداد والتوريد ومشكلات في الطاقة والشحن، وتغير موازين القوى والتحالفات التجارية، وإعادة النظر في سلاسل التوريد وإعادة تشكيل تدفقات تجارة الطاقة حول العالم، مؤكدا أن ذلك يعد عملية لإعادة تشكيل العولمة.
وأضاف: «لقد فرضت الأزمات الحالية ضرورة ترشيد مسارات التوريد وتعزيز البنية الأساسية للتخزين، وحزمة من الإصلاحات، وتطوير القواعد الإنتاجية».
وأكد أهمية قيام الدول العربية بتطوير سلاسل قيمة إقليمية، ودعم النقل والاتصالات والخدمات المالية، وخلق ترابط بين منافذ التجارة الإلكترونية، واستخدام قواعد المنشأ التفصيلية للمنتجات العربية، يمكن من خلالها إعطاء تسهيلات لجميع المعاملات الجمركية.
وتابع قائلًا: «لقد أظهرت تداعيات جائحة كورونا مدى حاجة الدول العربية للتكيف مع هذه البيئة الجديدة، ويعتمد ذلك على كفاء اللوجستيات والاستثمارات ومواءمة التشريعات لجذب الاستثمارات وجذب العمالة الماهرة، والتحول من العولمة الاستهلاكية للعولمة الإنتاجية».
وأضاف الدكتور محمد معيط أن التجارة البينية العربية هي أحد أهم روافد تحقيق التكامل الاقتصادي العربي، مشيرا إلى أن هناك قيودا عليها، منها ما هو إداري وما هو فني، حيث تبلغ نسبة التجارة العربية البينية 14% من مجمل التجارة العربية.
وأشار إلى ضعف التجارة العربية البينية، رغم ما تتمتع به الدول العربية من موارد والوحدة الجغرافية والمركز الاستراتيجي بين الشرق والغرب، موضحًا أنه من التحديات أمام وصول التجارة العربية للمستوى المأمول هو تشابه المنتجات بين الدول العربية، وتعطل الشحن، وغياب سلاسل قيمة عربية.
ووجه الشكر لمبادرة إنشاء شبكة المنافسة العربية كأداة مؤسسية واعدة ستكون لها انعكاسات عربية إيجابية في المجال الاقتصادي، ونوه كذلك باتفاقية تمكين عبور الترانزيت بين الدول العربية.
وقال إنه مع اندلاع الحرب في أوروبا، تأثر انسياب تجارة الدول العربية مع روسيا وأوكرانيا وتتزايد المخاوف من تداعيات تلك الأزمة على الأمن الغذائي في الدول العربية وخاصة واردات الحبوب من أوكرانيا وروسيا، حيث إن واردات الدول العربية من القمح الروسي 35% من مجمل صادرات روسيا من القمح، فيما تستورد الدول العربية 42.1% من صادرات القمح الأوكرانية.
وأشار إلى أن واردات الدول العربية من القمح بلغت نحو 21 مليون طن في عام 2020 مثلت حوالي 11% من مجمل الصادرات العالمية من القمح، مما يدل على اعتماد الدول العربية على الاستيراد في توفير هذه السلعة الاستراتيجية.
وقال إن هذه الأزمة تظهر حاجة الدول العربية لتحقيق الأمن الغذائي العربي ذاتيًا عبر الاستثمار في مشاريع زراعية عربية مشتركة لاستثمار ما أنعم به الله على وطننا العربي من أرض قابلة للزراعة.
ونوه وزير المالية إلى أن الوصول لاتحاد جمركي عربي موحد يعتبر أحد أهم أهداف العمل العربي المشترك، مشددًا على أن استكمال التفاوض حول الاتحاد الجمركي العربي أمر مُلحّ ومطلب لا يحتمل التأجيل، خاصة في ضوء انتهاء لجنة التعريفة الجمركية العربية من توحيد مسميات جدول التعريفة الجمركية العربية، وتحديث جدول التعريفة الجمركية العربية الموحدة وفقًا للنظام الصادر عن منظمة الجمارك العالمية، وكذلك وضع قوائم موحد للسلع المعفاة والممنوعة والاستراتيجية وتلك التي تخضع لقواعد التعريفة الجمركية.
ولفت إلى أن كل ذلك من شانه أن يؤدي إلى إعداد دليل الإجراءات الجمركي الموحد والقانون الجمركي العربي الموحد وتدشين الاتحاد الجمركي العربي بالسرعة المطلوبة، مشيرًا إلى أن القمة العربية الاقتصادية في دورتها الرابعة التي عقدت في بيروت عام 2019، شددت على أهمية القصوى لهذا الموضوع أملا في الوصول لسوق عربية مشتركة.
وأشار إلى نجاح التجربة المصرية في نظام التسجيل المسبق للشحنات بالموانئ البحرية، كما نجحت وزارة المالية في مصر مع مجتمع الأعمال في تطوير وميكنة المنظومة الجمركية بالكامل بالاعتماد على المنصة الإلكترونية الموحدة «نافذة» التي تربط جميع الموانئ البحرية والجوية والبرية إلكترونيا، لتسهيل حركة التجارة الخارجية والداخلية، والانتقال من النظام الورقي إلى الإلكتروني وتسهيل الإجراءات على مجتمع الأعمال، خاصة في مستلزمات الإنتاج والسلع الاستراتيجية.
وأكد وزير المالية أهمية الاقتصاد الرقمي منوهًا بتدشين أحد أهم مشروعات التجارة الرقمية العربية بالشراكة بين القطاعين الخاص والعام، وهو منصة التجارة الإلكترونية العربية «محاصيل»، وهي أول منصة عربية رقمية لتصدير المحاصيل العربية، والتي تعد أحد أبرز الإنجازات في هذا المجال، حيث تعد سوقًا رقمية متكاملة تجمع المزارعين المنتجين والمصدرين والمستوردين وسلاسل الإنتاج والتوريد العربية والعالمية هي نتيجة مبادرة الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي وخطوة لتحقيق السوق الرقمية العربية المشتركة، ووجه الشكر لوزارة الزراعة المصرية على دعمها للمنصة واعتمادها في الصادرات الزراعية، وكذلك الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي على تدشين هذه المبادرة المهمة.