خوند اردوكين ابنة نوغية السلاح دار الططرى تزوجها الأشرف خليل ابن السلطان المنصور قلاوون عام 682هـ وفى شهر ذى القعدة عام 689هـ توفى السلطان المنصور قلاوون وتولى العرش من بعده ابنه الملك الأشرف خليل بن قلاوون وصارت اردوكين زوجة السلطان والخوند الكبرى – اى السيدة الأولى
لم تنجب اردوكين من الأشرف خليل سوى بنتين .
وفى عام 693هـ خرج الأشرف خليل ذات يوم للصيد فانقض عليه بعض امرائه فقتلوه وله من العمر ثلاثون سنة وكان جزع اردوكين على زوجها شديد حتى جمعت نوائح كثيرة تنوح على السلطان وحضرت مع سائر الخدام والجوارى الى تربة السلطان وحضر فى تلك الليلة سائر الفقهاء والوعاظ فقرأوا ختمات عديدة واقمن ست ليال كل ليلة من العشاء الى السحر الى ان اقلقت الناس وابكت العيون واوجعت القلوب وكان نوحهم ” جددوا همى واحزانى يا فرحة الأعداء بسلطانى ” .
وتعهدت اردوكين ان لا تنفك من حزنها ولا تترك ما هى فيه من هذا الأمر حتى ترى الثأر من قتلة زوجها الأشرف خليل . وتولى الناصر محمد بن قلاوون عرش البلاد وكان عمره اذ ذاك ثمان سنين وشهورا وما ان ادرك حتى كانت اردوكين ارملة اخيه اولى زوجاته .
تزوجت اردوكين الناصر محمد وهو ابن ست عشرة سنة وكانت هى اكبر منه سنا ونجحت فى احتوائه ومساندته فى المحن التى تعرض لها فطالت فترة اقترانه بها ،وقد رافقت هذه الزوجة الناصر محمد فترة سلطنته الثانية والتى وقع عليه الحجر فيها من قبل الأميرين سلار وبيبرس الجاشنكير ثم رافقته الى الكرك اثناء اعتزاله السياسة وعادت معه الى السلطنة فى المرة الثالثة وانجبت له عام 703هـ ولدا سماه عليا ولقبه بالملك المنصور
ظل الناصر محمد بن قلاوون محافظا على عشرته لزوجته اردوكين حتى سنة 717هـ / 1317م حين بدأت مشاعره تجاهها تتغير فطلقها فى العام ذاته . وسكنت اردوكين بأخر حارة زويلة بدار عرفت “بدارخوند ” نسبة اليها وأنشأت لها تربة بالقرافة تعرف الآن بتربة الست وجعلت لها اوقافا وكانت من الخير على جانب عظيم لها معروف واحسان عميم .
وفى شهر المحرم عام 724هـ توفيت السيدة الجليلة اردوكين ابنة نوغية ولها ما ينيف على الألف مابين جارية وخادم اعتقتهم جميعا وخلفت اموالا تخرح عن الحد فى الكثرة وتقدم امر السلطان للأمراء والقضاة لشهود جنازتها ودفنت بتربتها خارج باب القرافة .