رندة نبيل رفعت
في لحظة تُشبه استعادة النبض بعد سنوات من العصف، تقف سوريا اليوم على أعتاب مرحلة جديدة تُعيد فيها تشكيل حضورها وهويتها الوطنية تحت مظلة رؤية أكثر انفتاحًا وقوة.

وفي هذا السياق، أكد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، في حوار خاص مع وكالة أنباء كاليفورنيا تايمز، أن بلاده تخوض «معركة الوعي» بوصفها المدخل الحقيقي لاستعادة اللحمة الوطنية وبناء سوريا الحديثة.
وقال الوزير المصطفى ردًا على سؤال حول خطة الوزارة في توحيد الصف السوري إن سوريا «عانت بلا شك من انقسامات اجتماعية وسياسية عميقة، كان النظام البائن يستثمر فيها عبر تغذية الانقسام الطائفي كاستراتيجية بقاء»، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تقوم على نقيض هذا النهج، وتتحرك نحو صياغة هوية سورية جامعة تُعلى من شأن الانتماء الوطني على حساب أي اصطفافات ضيقة.
وأوضح الوزير أن الإعلام السوري اليوم يتحمّل مسؤولية تاريخية تتمثل في التيسير بين المكونات السورية كافة، وإبراز سردية وطنية موحدة تعكس الوجه الحقيقي للشعب السوري؛ شعب قادر على النهوض وتجديد ذاته مهما كانت التحديات. وأضاف أن الوزارة تعمل على إنتاج محتوى إعلامي «موضوعي، مهني، وتنافسي» يستثمر في هامش حرية التعبير، ويعتمد خطابًا يرسّخ قيم السلم الأهلي والتعايش والمواطنة الفاعلة.
ويرى مراقبون أن ما تشهده سوريا من إعادة هيكلة لمؤسساتها الإعلامية والثقافية، بالتوازي مع انفتاحها المتزايد إقليميًا ودوليًا، يعكس بداية عصر تحول ذهبي تسعى خلاله دمشق لاستعادة دورها التاريخي كلاعب إقليمي محوري.
وتأتي هذه المقاربة الجديدة لتقدّم للعالم صورة دولة تولد من جديد بثقة، وتعيد بناء جسور التواصل مع شعبها ومع المجتمع الدولي على أساس رؤية أكثر حداثة وواقعية.
وبهذا الخطاب، يرسل الجانب السوري رسالة واضحة مفادها أن سوريا لا تكتفي بالتعافي، بل تصنع نموذجًا جديدًا في إدارة التنوع وتعظيم الهوية الوطنية، وتقدّم نفسها أمام العالم كدولة تملك إرادة سياسية لتجاوز الماضي وصناعة مستقبل يعكس تطلعات شعبها.
