مصر تكتب التاريخ الأخضر: انطلاق المؤتمر الدولي الثالث للهيدروجين في أفريقيا من القاهرة.. ووزير قطاع الأعمال يؤكد: «الهيدروجين الأخضر.. هوية مصر الصناعية الجديدة»

مصر تكتب التاريخ الأخضر: انطلاق المؤتمر الدولي الثالث للهيدروجين في أفريقيا من القاهرة.. ووزير قطاع الأعمال يؤكد: «الهيدروجين الأخضر.. هوية مصر الصناعية الجديدة»

القاهرة – رندة نبيل رفعت

في مشهد يعكس تصاعد مكانة مصر كمنصة عالمية للطاقة النظيفة والتحول الأخضر، افتتح المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، صباح اليوم، فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للهيدروجين في أفريقيا، والذي تستضيفه القاهرة لأول مرة، بتنظيم من منظمة الأعمال الألمانية الأفريقية (Afrika-Verein) تحت شعار «ربط مشاريع الهيدروجين في أفريقيا»، بمشاركة نخبة من السفراء ورؤساء المؤسسات الصناعية والاستثمارية الدولية.

وأكد الوزير في كلمته الافتتاحية أن استضافة مصر لهذا الحدث الدولي تمثل اعترافًا عالميًا بقدرتها على قيادة التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك رؤية وطنية شاملة للتحول الأخضر ترتكز على دمج الطاقة المتجددة في المنظومة الإنتاجية والصناعية، وإقامة شراكات استراتيجية مع كبرى المؤسسات الدولية لتعزيز إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته.

وأضاف أن العلاقات المصرية الألمانية تعد نموذجًا ناجحًا للتعاون القائم على نقل التكنولوجيا وبناء القدرات وتوطين الصناعات الحديثة، مشددًا على أن مؤتمر القاهرة يأتي امتدادًا لمسيرة ممتدة من الثقة والاحترام المتبادل، ورغبة صادقة في رسم خريطة جديدة للطاقة في أفريقيا، يكون محورها الهيدروجين كوقود المستقبل.

وأشار الوزير إلى أن مصر تمتلك كل المقومات لتصبح مركزًا إقليميًا لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، من طاقة شمسية ورياح متجددة، إلى موقع استراتيجي فريد على قناة السويس، يتيح فرصًا ضخمة لإنشاء منظومة تزويد بالوقود الأخضر للسفن، بما يعزز مكانتها كمحور عالمي للطاقة النظيفة.

وفي عرض لجهود وزارة قطاع الأعمال، كشف المهندس شيمي أن الشركة القابضة للصناعات الكيماوية تقود حاليًا خطة طموحة لإطلاق مشروعات استراتيجية للهيدروجين الأخضر بالتعاون مع شركاء دوليين، مؤكدًا أن مصر لا تبدأ من الصفر، بل تستند إلى تاريخ من الريادة منذ ستينيات القرن الماضي عندما كانت شركة كيما بأسوان من أوائل الشركات في العالم التي استخدمت التحليل الكهربائي القائم على الطاقة الكهرومائية من السد العالي لإنتاج الهيدروجين المستخدم في صناعة الأمونيا — لتصبح مصر آنذاك أول دولة في أفريقيا تدخل عصر الهيدروجين الأخضر.

وشدد الوزير على أن الحكومة المصرية أقرت حزمة غير مسبوقة من الحوافز والتشريعات لدعم الاستثمار في قطاع الهيدروجين، بما في ذلك تسهيلات تمويلية وتشريعية تسهم في جذب المزيد من الشركاء الدوليين وتعظيم الجدوى الاقتصادية للمشروعات، موضحًا أن التحول الأخضر لم يعد خيارًا بل التزامًا إنسانيًا واقتصاديًا نحو الأجيال القادمة.

واختتم المهندس محمد شيمي كلمته بالتأكيد على أن نجاح أفريقيا في بناء اقتصاد الهيدروجين يتطلب تكامل الجهود الإقليمية، مشيدًا بجهود القيادة السياسية المصرية في وضع الاستدامة في قلب إستراتيجية التنمية الوطنية، مؤكدًا أن مصر ماضية في طريقها لتصبح الوجهة الأولى للاستثمار الأخضر في القارة، وأنها تمد يد الشراكة الصادقة لكل من يسعى إلى بناء مستقبل طاقي عادل ومستدام لأفريقيا والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: