طرابلس تتألق بالعدالة والمعرفة.. المعرض الدولي للنيابة العامة يحول القانون إلى ثقافة وطنية وجسر للتنوير العربي

طرابلس تتألق بالعدالة والمعرفة.. المعرض الدولي للنيابة العامة يحول القانون إلى ثقافة وطنية وجسر للتنوير العربي

طرابلس – رندة نبيل رفعت

في مشهد ثقافي غير مسبوق، تواصل العاصمة الليبية طرابلس احتضان فعاليات معرض النيابة العامة الدولي للكتاب، الذي بات عنوانًا مضيئًا لحراك فكري جديد يربط بين القانون والثقافة ويجعل من العدالة قيمة إنسانية ومعرفية تتجاوز حدود قاعات المحاكم إلى فضاء المجتمع العام.

وأكدت الدكتورة عايدة أحمد، منسق المجلس العلمي الليبي بمركز البحوث الجنائية والتدريب، أن الدورة الحالية للمعرض تشهد إقبالًا استثنائيًا من مختلف فئات المجتمع، بما في ذلك الباحثون والأكاديميون وطلبة المدارس، مشيرةً إلى أن هذه النسخة “تجسد العدالة كقيمة ثقافية سامية تعزز وعي المواطن بحقوقه وواجباته، وتعيد للثقافة دورها كحارس للقيم والمبادئ”.

ويُقام المعرض برعاية وتنظيم مكتب النائب العام الليبي – مركز البحوث الجنائية والتدريب بقيادة الأستاذ محمد الأسود المدير التنفيذي، والدكتور عبدالسلام الديفار، وبالتعاون مع الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، في تجسيد حيّ لدور الدولة في دمج الفكر القانوني بالحراك الثقافي الوطني.

وشهدت فعاليات المعرض تنوعًا لافتًا بين الندوات العلمية التي شارك فيها نخبة من رجال القانون في ليبيا، والأمسيات الشعرية والمنافسات الدينية التي منحت الحدث روحًا أدبية متألقة.

كما خصصت إدارة المعرض مساحة واسعة للأطفال والناشئة عبر جولات مدرسية تثقيفية تهدف إلى ترسيخ حب القراءة وتنمية وعي الجيل الجديد بالمعرفة والقيم القانونية منذ الصغر.

وتحدثت الدكتورة عايدة عن فلسفة المعرض التي تنطلق من مبدأ “من الجزء إلى الكل”، موضحة أن النيابة العامة – كجهاز عدلي – تسعى من خلال هذا الحدث إلى توسيع مفهوم العدالة لتصبح أسلوب حياة وثقافة وقائية تضيء دروب المجتمع وتقيه من الجريمة قبل وقوعها.

كما أكدت أن المعرض لا يقتصر على الكتب القانونية أو التراثية، بل يحتفي كذلك بالأعمال الفكرية والإنسانية التي تمسّ وجدان الإنسان وتغذي القيم الأخلاقية في المجتمع، وهو ما يعكس ثراء المحتوى وتنوعه ويدفع نحو اتساع قاعدة القراء والزوار عامًا بعد عام.

واختتمت منسق المجلس العلمي تصريحها بالتأكيد على أن هذه النسخة من المعرض شهدت مشاركات عربية ودولية واسعة، بما في ذلك مؤسسات فكرية وأكاديمية من مصر وتونس والمغرب والأردن، معتبرةً أن “ليبيا اليوم تقدم نموذجًا رائدًا في جعل العدالة جسرًا للحوار الثقافي بين الشعوب“.

وختمت بقولها:

“ما نعيشه اليوم في طرابلس ليس مجرد معرض للكتاب… بل ولادة فكر جديد يجعل من القانون لغة للتنوير، ومن العدالة قيمة تُقرأ وتُعاش.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: