القاهرة – رندة نبيل رفعت
في خطوة تحمل رمزية كبرى وتعيد رسم خريطة التوازنات في الشرق الأوسط، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوة رسمية إلى الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب، لحضور مراسم توقيع اتفاق غزة للسلام المقرر عقده في القاهرة خلال الأيام المقبلة، تتويجًا لجهود مصرية مكثفة قادتها الدولة على مدار الشهور الماضية لإنهاء الحرب على قطاع غزة وإطلاق مرحلة جديدة من الاستقرار الإقليمي.
تأتي هذه الدعوة في إطار تحرك مصري استثنائي لإحياء مسار السلام بعد سنوات من الجمود، حيث استطاعت القاهرة أن تجمع الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية حول مائدة التفاوض، في ظل دعم عربي ودولي واسع. ووفقًا لمصادر سياسية مطلعة، فإن حضور ترامب — الذي لعب دورًا مثيرًا في ملفات المنطقة خلال ولايته — سيُضفي على الحدث بعدًا دوليًا ورسالة بأن مصر ما زالت الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط، والقادرة على توحيد المواقف وصياغة الحلول من أرضها.
ومن المنتظر أن يشمل الاتفاق المزمع توقيعه وقفًا شاملًا لإطلاق النار في قطاع غزة، وبدء ترتيبات عاجلة لإعادة الإعمار بإشراف مصري وضمانات من الأمم المتحدة، إلى جانب فتح مسار سياسي جديد يضمن الحقوق الفلسطينية ويؤسس لسلام عادل ودائم.
كما سيشهد الحفل حضورًا رفيع المستوى من ممثلي الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وعدد من القادة العرب والأوروبيين، في مشهد يُعيد إلى الأذهان الدور التاريخي للقاهرة كمنصة لصناعة السلام في المنطقة.
ويؤكد مراقبون أن مصر برئاسة الرئيس السيسي نجحت في استعادة زمام المبادرة، وأن الدعوة الموجهة لترامب تأتي في سياق رؤية مصرية شاملة تسعى لتثبيت التهدئة وبناء تفاهمات دولية تضمن عدم عودة الصراع.
وتُعد هذه الخطوة تأكيدًا لمكانة القاهرة كـ عاصمة القرار العربي، ومحور الاستقرار الإقليمي، وصوت الحكمة في زمن الأزمات.
وتختم المصادر أن الرئيس السيسي، الذي قاد بنفسه تفاصيل المفاوضات عبر تنسيق مباشر مع عواصم القرار الإقليمية والدولية، يهدف من خلال هذا الاتفاق إلى تحويل لحظة وقف النار إلى انطلاقة نحو سلام حقيقي ومستدام، لتظل مصر — كما كانت دومًا — حاملة راية السلام وصانعة الأمل في المنطقة.