كتبت – رندة نبيل رفعت
في أجواء من الأخوّة والتكامل العربي، شهدت العاصمة المصرية القاهرة حدثًا اقتصاديًا بارزًا برعاية “بيت عُمان”، حيث وُقعت مذكرة تفاهم استراتيجية في قطاع الصناعات البتروكيماوية بين برنامج “اللّدائن” التابع لمجموعة أوكيو العُمانية وعدد من الشركات المصرية الرائدة.
ويأتي هذا التوقيع تجسيدًا عمليًا لرؤية سلطنة عُمان 2040، التي تركز على تنويع مصادر الدخل وتعزيز الشراكات الإقليمية، وكذلك لرؤية مصر التنموية الطموحة، التي جعلت من القاهرة مركزًا إقليميًا للاستثمار والصناعة.
في هذا السياق، كان لنا هذا الحوار مع سعادة السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عُمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، الذي أكد أن العلاقة العُمانية – المصرية تدخل مرحلة جديدة من التكامل الاستثماري، تجعل من القاهرة ومسقط شريكين طبيعيين في رسم ملامح الاقتصاد العربي الحديث.
س: ما أبرز القطاعات الصناعية التي تراها سلطنة عُمان قاطرة للشراكة الاستثمارية مع مصر في المرحلة المقبلة؟
السفير عبد الله بن ناصر الرحبي:
“اليوم نحتفي بتوقيع مذكرة تفاهم نوعية في قطاع الصناعات البتروكيماوية، من خلال برنامج “اللّدائن” التابع لمجموعة أوكيو العُمانية، بالشراكة مع الخبرات المصرية المتميزة. هذه الخطوة ليست مجرد تعاون اقتصادي تقليدي، بل هي منصة متقدمة تؤسس لمرحلة جديدة من العمل الصناعي العربي المشترك.
نحن في سلطنة عُمان نرى أن قطاع البتروكيماويات يمثل ركيزة استراتيجية، بفضل ما يقدمه من قيمة مضافة، وقدرته على جذب استثمارات نوعية تدعم التنويع الاقتصادي.
وفي الوقت ذاته، هناك مجالات صناعية أخرى يمكن أن تكون موضع شراكة، حيث تمتلك السلطنة بيئة استثمارية واعدة وبنى تحتية متطورة، بينما تتميز مصر بخبرات صناعية متراكمة وكوادر بشرية عالية الكفاءة.
اتفاقية اليوم بين شركة الأمل الشريف وزينوكس جلوبال مع برنامج “اللّدائن” التابع لمجموعة أوكيو، هي في الحقيقة نموذج عملي يُجسد التكامل بين موارد عُمان وخبرات مصر. إنها بداية لمشروعات استراتيجية أكبر، تعكس إيمان بلدينا العميق بأهمية التعاون، وتُترجم إرادة سياسية مشتركة لتعزيز العمل العربي الاقتصادي في أبعاده الأوسع.”
“إن العلاقات العُمانية – المصرية ليست مجرد تعاون اقتصادي، بل هي امتداد طبيعي لعلاقات تاريخية راسخة تجمع بين بلدين شقيقين، يشتركان في الرؤية ويكملان بعضهما البعض في المجالات كافة.
نحن نؤمن أن مصر بالنسبة لعُمان ليست فقط شريكًا استثماريًا، بل هي عمق استراتيجي وحضاري، كما أن السلطنة تمثل لمصر بوابة إلى الخليج وبحر العرب وآسيا.
هذه الشراكات هي تجسيد عملي لعلاقة صداقة وأخوّة نعتز بها، وستظل سلطنة عُمان ومصر معًا قاطرتين للتكامل العربي، برؤية مستقبلية تصنع الفارق وتفتح أمام شعوبنا أبواب الأمل والازدهار.”