كتبت – رندة نبيل رفعت
في لفتة ثقافية استثنائية تجسّد التبادل الإبداعي بين الشعوب، أهدى الفنان التشكيلي المصري أحمد رضا تمثالين نحتيين للرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز والقائد التاريخي سيمون بوليفار، إلى سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية بالقاهرة، في عمل فني يُعد الأول من نوعه على هذا المستوى من التمثيل الرمزي والدقة التعبيرية.
وخلال مراسم الاستلام التي نظّمتها السفارة أمس الاثنين، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ242 لميلاد المحرر بوليفار، والذكرى الـ71 لميلاد تشافيز، عبّر السفير الفنزويلي في القاهرة، ويلمر أومار بارينتوس، عن اعتزازه البالغ بهذا العمل، قائلاً:”إن أحمد رضا نجح في الإمساك بروح تشافيز وبوليفار، رغم أنه لم يلتقِ بهما قط، وهذه موهبة لا تُشترى ولا تُدرّس، بل تنبع من صدق الفنان وعمق رؤيته.”
وأضاف بارينتوس، وهو يشير إلى التمثالين المعروضين داخل أروقة السفارة:”سيظل هذان العملان في مكان دائم ومميز داخل السفارة، ما لم يصلنا اليمين المتطرف – ففي هذه الحالة سيكونان أول من يُخفى!” — في إشارة ساخرة تعبّر عن الطابع السياسي العميق الذي ارتبط بإرث تشافيز.
من جانبه، أعرب الفنان أحمد رضا عن امتنانه للتكريم والاحتفاء، مؤكدًا أن اللقاءات الثقافية والإنسانية العابرة للحدود قادرة على إحياء الرموز الثورية من جديد، وأضاف:”السفير بارينتوس كان الملهم الأول وراء هذا العمل؛ شخصيته دفعتني للغوص في عالم بوليفار وتشافيز، واستكشاف أبعاد رسالتهما التحررية من منظور فني وشخصي.”
وتأتي هذه الخطوة في سياق تعزيز العلاقات الثقافية بين مصر وفنزويلا، وترسيخًا لنهج التواصل الحضاري الذي لا تحدّه الجغرافيا، ولا تقيده اللغة، بل يغذّيه الإيمان المشترك بقيم الاستقلال والعدالة والتحرر من الهيمنة.
شهد المؤتمر الصحفي حضور عدد من الشخصيات الصحفية وأعضاء حركة التضامن مع فنزويلا، الذين أشادوا بما يمثله العمل من تجسيد لروح تشافيز كرمز للنضال الاجتماعي في أمريكا اللاتينية، وإرث بوليفار كمحرّر عابر للقارات، لا يزال صوته حاضرًا في نداءات الشعوب من أجل الكرامة والسيادة.