رندة نبيل رفعت
في مؤشر واضح على تنامي العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا، تسجّل الرحلات المباشرة بين القاهرة وأنقرة نسب إشغال كاملة منذ استئنافها، ما يعكس ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد السياح والزيارات التجارية المتبادلة.
وتعد هذه الرحلات المباشرة خطوة استراتيجية ساهمت بشكل فعّال في تنشيط حركة السياحة وزيادة فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين.
ويرى مراقبون أن هذه الطفرة في الحركة الجوية لم تكن لتتحقق لولا الجهود الدبلوماسية الملموسة التي بذلها السفير التركي لدى القاهرة، السيد صالح موتلو شن, والذي لعب دورًا حيويًا في إعادة بناء الثقة وتسهيل التنسيق بين المؤسسات المعنية في كلا البلدين.
ويشير محللون إلى أن استقرار الخط المباشر بين العاصمتين ليس مجرد تطور لوجستي، بل هو مؤشر سياسي واقتصادي يحمل دلالات على رغبة متبادلة في تجاوز سنوات الجمود وفتح صفحة جديدة من التعاون المتعدد الأبعاد.
فمن الناحية الاقتصادية، باتت الشركات السياحية والمستوردون والمصدرون يرون في هذا الخط الجوي فرصة ذهبية لتقليص التكاليف وتعزيز سرعة الحركة بين السوقين.
أما من الناحية الثقافية والسياحية، فقد ساعد على انتعاش السياحة التركية إلى القاهرة، وكذلك اهتمام المصريين المتزايد بالمقاصد التركية التقليدية مثل إسطنبول وكابادوكيا وأنطاليا.
ويرى خبراء النقل الجوي أن امتلاء المقاعد على متن هذه الرحلات، منذ انطلاقها، يُعد رسالة واضحة للسلطات في البلدين بضرورة تعزيز الربط الجوي، وربما النظر مستقبلاً في فتح خطوط مباشرة أخرى تربط مدنًا مثل إسطنبول بالإسكندرية أو أنطاليا بشرم الشيخ.
وفي هذا السياق، يُثمن كثيرون الدور الذي قام به السفير صالح موتلو شن، والذي حرص منذ تسلمه مهامه في القاهرة على فتح قنوات اتصال فعالة مع المسؤولين المصريين، وتبني لغة دبلوماسية هادئة وفعالة تستهدف مصلحة البلدين بعيدًا عن التوترات السابقة.
ومع تزايد عدد المسافرين أسبوعيًا، وتوقعات بمزيد من الارتفاع في موسم الصيف، يبدو أن خط القاهرة-أنقرة بات أكثر من مجرد رحلة جوية، بل هو معبر جديد نحو مرحلة تعاون إقليمي مزدهر.—ه