الرباط – رندة نبيل رفعت
في خطوة تُعتبر نقلة نوعية في واقع الإعلام العربي، أعلن عبد الكبير اخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عن إقرار حد أدنى لأجور الصحفيين في المغرب يصل إلى 600 دولار شهريًّا، مصحوبًا بحزمة ضمانات تشمل توفير الرعاية الصحية والسكن الوظيفي، وذلك بعد سلسلة مفاوضات مكثفة مع الحكومة المغربية.
جاء الإعلان خلال استقباله وفدًا إعلاميًّا مصريًّا في الرباط، في إطار تعزيز التعاون المهني بين البلدين على المستويين الإقليمي والدولي.
أكّد اخشيشن في حديثه للوفد المصري أن النقابة المغربية تعمل حاليًّا على إصلاحات تشريعية طموحة تمسُّ صميم المهنة، تشمل مراجعة قوانين النشر وأخلاقيات العمل الصحفي، بهدف تحقيق استقلالية التنظيم الذاتي للقطاع.
وكشف عن عقد سلسلة لقاءات مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون على مدار عام ونصف، تم خلالها مناقشة ثلاثة قوانين جوهرية لتعزيز حرية التعبير، مؤكدًا أن للنقابة 16 فرعًا في مختلف أنحاء المغرب لضمان تمثيل شامل لمطالب الصحفيين.
من جهة أخرى، حمّل نقيب الصحفيين المغاربة المجتمع الدولي مسؤولية ما وصفه بـ”الاستهتار” في التعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة، قائلًا: «المواقف الأمريكية المنحازة تجاه العدوان على غزة تُدان بأقوى العبارات، واستهداف مصر في الشرق الأوسط هو استهداف للأمن القومي العربي برمته». وأضاف: «القضية الفلسطينية تظل قضيتنا المركزية، ونثمّن الجهود المصرية لإعادة إعمار غزة، ونتطلع لمزيد من التفاصيل حول هذه المساعي».
وفي إطار تعزيز التحالف العربي، أشاد اخشيشن بالدور المصري الداعم لوحدة التراب المغربي، قائلًا: «كل مبادرات التضامن مع قضيتنا الوطنية انبثقت من قلب القاهرة»، معربًا عن انفتاح النقابة المغربية على تبادل الخبرات مع الجانب المصري لمواجهة التحديات المشتركة، مثل تضييق الحريات الإعلامية وتأثير التحول الرقمي على المهنة.
شهد اللقاء نقاشًا موسعًا حول سبل توحيد الرؤى الإعلامية العربية لمواجهة الحملات التشويهية الدولية، حيث اتفق الجانبان على أهمية تطوير آليات عملية لتعزيز الرواية العربية الموحدة، خاصة في القضايا الحساسة مثل الأمن القومي وإعادة إعمار المناطق المُدمرة بالشرق الأوسط.