انتهاكات إسرائيلية متواصلة تهدد اتفاق التهدئة في غزة

انتهاكات إسرائيلية متواصلة تهدد اتفاق التهدئة في غزة

القاهرة – رندة نبيل رفعت

شهد قطاع غزة منذ إعلان وقف إطلاق النار في 19 يناير 2025 وحتى 10 فبراير 2025 سلسلة من الخروقات الإسرائيلية التي عرّضت اتفاق التهدئة للخطر، حيث تواصلت التوغلات اليومية للآليات العسكرية الإسرائيلية خارج محور فيلادلفي، خاصة في مناطق دوار العودة، تل زعرب، حي السلام، تل السلطان، والحى السعودي، ما أسفر عن هدم أربعة منازل في حي البراهمة خارج المنطقة العازلة.

كما تقدمت القوات الإسرائيلية خلال أيام 22 و23 و24 يناير من محور “تتساريم” نحو جنوب القطاع، وأطلقت النار عشوائيًا على المواطنين.

وفي انتهاك واضح للاتفاق، سجلت الأجواء الفلسطينية تحليقًا مكثفًا لطائرات الاستطلاع، حيث تم رصد 105 حالات خرق لطائرات من طرازات مختلفة، بينها “هريمز 450″، و”هريمز 900″، و”سوبر هيرون”، و”كواد كابتر”، إضافة إلى منع الصيادين من النزول إلى البحر والتعرض لإطلاق نار متكرر. كما تأخر انسحاب القوات الإسرائيلية من شارع صلاح الدين في اليوم الثاني والعشرين حتى الساعة الرابعة مساءً، بحجة عدم استكمال الانسحاب.

وأسفرت هذه الانتهاكات الميدانية عن استشهاد 22 مواطنًا وإصابة 59 آخرين نتيجة إطلاق النار في المناطق غير العازلة، بالإضافة إلى احتجاز خمسة سائقين وصيادين، وتسجيل 29 حالة توغل للآليات العسكرية.

كما شهد ملف المعتقلين الفلسطينيين خروقات عديدة، أبرزها تأخير الإفراج عن الدفعة الثالثة حتى الساعة الخامسة مساءً بدلًا من الواحدة ظهرًا، إضافة إلى تعرض الأسرى للضرب عند إطلاق سراحهم، وتغيير بعض الأسماء دون تنسيق مسبق، ومنع عائلات المبعدين من مغادرة الضفة الغربية لزيارتهم.

وفي المجال الإغاثي، منعت إسرائيل دخول المعدات الثقيلة لرفع الركام، حيث سُمح بدخول أربع آليات فقط، إلى جانب منع دخول الكرافانات ومواد البناء اللازمة لإعادة ترميم المستشفيات ومراكز الدفاع المدني. كما لم تسمح بدخول معدات الدفاع المدني، والسيولة النقدية، والمحروقات للتجار.

سياسيًا، استمرت التصريحات الإسرائيلية الداعية إلى تهجير سكان قطاع غزة، ما عزز الشكوك حول نوايا إسرائيل في الالتزام بالاتفاق، وسط تلميحات بأنها تعمل على تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للتهجير.

كما تأخرت مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، وسط تسريبات عن شروط تعجيزية تضعها إسرائيل، ما يعكس نواياها في إفشال الجهود الرامية لتحقيق تهدئة دائمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: