القاهرة – رندة نبيل رفعت
في خطوة لتعزيز التنسيق الدولي لمواجهة التحديات الإنسانية غير المسبوقة، استقبل السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، اليوم الأحد، السيد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ (أوتشا)، في إطار زيارة الأخير للمنطقة لتقييم الوضع الكارثي الناجم عن العدوان الإسرائيلي على غزة والأزمات المتصاعدة في السودان وسوريا ولبنان.
غزة: كارثة إنسانية متفاقمةناقش الجانبان الدمار الشامل الذي لحق بقطاع غزة، خاصة في القطاع الصحي، مع تأكيد فليتشر على “ضرورة تدخل عاجل لمنع انهيار كامل للبنية التحتية”، مشيراً إلى أن الوضع يتطلب مضاعفة الدعم الدولي لإنقاذ مليوني فلسطيني يعيشون تحت الحصار.
السودان: 25 مليون إنسان على حافة الهاوية كشف فليتشر عن وصول الاحتياجات الإنسانية في السودان إلى ذروتها مع تصاعد النزاعات وانهيار الخدمات الأساسية، محذراً من “أسوأ موجة جوع تشهدها البلاد منذ عقود”.
سوريا ولبنان: أزمات متشابكة تم استعراض التحديات في سوريا مع استمرار النزوح وانهيار الاقتصاد، وفي لبنان مع تدهور الأوضاح المعيشية وتبعات التصعيد على الحدود الجنوبية.
أكد السفير زكي أن “الوضع الإنساني في المنطقة لم يعد يحتمل التأجيل”، داعياً إلى “تحرك عاجل وفعّال تحت مظلة الشرعية الدولية”، ومشيداً بجهود “أوتشا” رغم العقبات السياسية والأمنية.
وأشار إلى أن “الجامعة العربية ستُفعِّل آلية طوارئ مع الشركاء الدوليين لضمان وصول المساعدات دون عوائق”.
جدد الجانبان التزامهما بتنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة عام 2010، عبر خطة عمل ثلاثية تركز على:
1. إنشاء ممرات إغاثة عاجلة لمناطق النزاع.
2. دعم القطاع الصحي المُنهك في غزة وسوريا.
3. توفير حزم دعم غذائي وطبي للسودان.
4. تعزيز التعاون مع منظمات المجتمع المدني المحلية.
كشف البيان الختامي عن موافقة مجلس وزراء الصحة العرب (في ديسمبر 2024) على مشاركة “أوتشا” بصفة مراقب في اجتماعات المجلس، ما يُعتبر خطوة نحو “دمج الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الكوارث”.
يأتي هذا اللقاء في ظل تصاعد الدعوات الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، بينما تواجه الأمم المتحدة انتقادات بسبب تعثر عمليات الإغاثة في مناطق النزاعات، ما يضع ضغوطاً على الأطراف الفاعلة لإيجاد حلول جذرية قبل تفاقم الكوارث.