رندة نبيل رفعت
في كلمة اتسمت بالرصانة السياسية والعمق المهني، قدّم وزير الثقافة والفنون والاتصال الموريتاني، الحسين ولد مدو، رؤية بلاده لتطوير الإعلام العربي، وذلك خلال مشاركته في اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب الذي عُقد قبل يومين بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة.
واستعرض الوزير التحولات التي شهدها قطاع الإعلام في موريتانيا خلال السنوات الأخيرة، مؤكداً أن هذه الإنجازات لم تكن مجرد خطوات تقنية أو إدارية، بل جزء من مشروع وطني شامل يضع حرية الصحافة وتطوير العمل الإعلامي في قلب أولويات الدولة.
وأوضح ولد مدو أن موريتانيا تبنّت منذ عام 2019 جملة من الإصلاحات العميقة التي أعادت صياغة البيئة الإعلامية، بدءاً من تحديث التشريعات، ودعم استقلالية المؤسسات، وإصدار قانون الصحفي المهني، مروراً بتطوير الإعلام السمعي-البصري، وصولاً إلى تحسين أوضاع الصحفيين ورفع كفاءاتهم المهنية.
وأضاف أن هذه السياسات انعكست بشكل مباشر على موقع البلاد في مؤشرات حرية الصحافة إقليمياً ودولياً، وهو ما يعكس – على حد قوله – إرادة سياسية صادقة لبناء إعلام مهني ومسؤول.
وأكد الوزير في كلمته أن المشهد الإعلامي العربي يمر بتحديات متسارعة، تفرض على الدول العربية توسيع آفاق التعاون المشترك، وتبني سياسات موحّدة لمواجهة التضليل الإعلامي، وخطابات الكراهية، والتهديدات الرقمية الجديدة.
وشدّد على ضرورة استثمار الطفرة التكنولوجية والتحوّل الرقمي لصالح إعلام عربي أكثر تأثيراً وحضورا في الساحة الدولية.
ولم تغب القضية الفلسطينية عن كلمة ولد مدو، إذ جدّد التأكيد على أن فلسطين تظل محوراً ثابتاً في ضمير الإعلام العربي، داعياً إلى تعزيز الخطاب الإعلامي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال.
بهذه الرسائل، قدّم الوزير الموريتاني رؤية متكاملة تجمع بين الإصلاح الوطني والانفتاح العربي، في خطاب عكس حضوراً قوياً لموريتانيا داخل المنظومة الإعلامية العربية، ورسّخ مكانتها كدولة تضع بناء إعلام محترف في صلب مشروعها السياسي والتنموي.
