بوتين في كلمة تاريخية: “الضبعة” تجسيد لشراكة روسية–مصرية تعيد رسم خريطة الطاقة في المنطقة

رندة نبيل رفعت

أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال كلمته عبر الفيديو في مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل بالوحدة الأولى لمحطة الضبعة للطاقة النووية يوم 19 نوفمبر 2025، بالتقدم الكبير الذي يشهده المشروع النووي المصري، مؤكداً أنه يمثل أحد أهم مشروعات التعاون الاستراتيجي بين موسكو والقاهرة في القرن الحادي والعشرين.

وقال الرئيس الروسي في مستهل كلمته:
“إننا ندخل مرحلة حاسمة في تجهيز محطة الضبعة، التي ستصبح قريباً أحد أعمدة أمن الطاقة في مصر، ودعامة للنمو الاقتصادي المتسارع للبلاد”.

وأشار بوتين إلى أن المشروع تحقق إلى حد بعيد بفضل الرؤية الاستراتيجية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، موجهاً له التهنئة بمناسبة عيد ميلاده، ومثمّناً دعمه المتواصل لمشروعات “الذرة السلمية” وتعزيز التعاون الاقتصادي مع روسيا.

تحالف استراتيجي يمتد لعقود

وأكد بوتين أن العلاقات بين روسيا ومصر تُبنى اليوم على قاعدة راسخة من الشراكة العميقة والاحترام المتبادل، في امتدادٍ لمسار تاريخي طويل بدأ منذ مشروعات السد العالي ومجمعات الحديد والألومنيوم التي أنجزها الخبراء السوفييت في القرن الماضي.

وأوضح أن التعاون الثنائي يشهد نمواً متسارعاً، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري العام الماضي بأكثر من الثلث، فيما يتواصل العمل على إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في قناة السويس.

الضبعة… محطة تحول في أمن الطاقة المصري

وتوقع الرئيس الروسي أن يحقق تشغيل أربع وحدات بقدرة 4800 ميغاوات نقلة نوعية في تلبية احتياجات مصر من الكهرباء، إذ ستوفر المفاعلات الحديثة نحو 37 مليار كيلووات/ساعة سنوياً، تمثل حوالي 10% من استهلاك الطاقة في البلاد.

وشدد بوتين على أن “روساتوم” تطبّق أعلى معايير السلامة والجودة، مؤكداً أن المشروع لا يمثل مجرد محطة كهرباء، بل نواة لصناعة نووية مصرية متطورة، حيث يجري تنفيذ 55% من أعمال العقود داخل مصر، بما يعزز المحتوى المحلي ويوفر وظائف متقدمة.

تأهيل الكوادر… واستثمار طويل المدى

وكشف بوتين أن أكثر من 100 مهندس مصري تلقوا تدريباً متخصصاً في الجامعات الروسية، إلى جانب افتتاح مركز تدريب متكامل داخل موقع المحطة بالتعاون مع أكاديمية “روساتوم”.

وأكد أن روسيا ملتزمة بدعم مصر طوال دورة حياة المشروع، بما يشمل إمدادات الوقود النووي، والصيانة، وإدارة المواد النووية المستهلكة، إضافة إلى استعداد موسكو لتوسيع تعاونها مع القاهرة في تقنيات المفاعلات المعيارية الصغيرة والتطبيقات النووية في الطب والزراعة.

رسالة تقدير للمهندسين… وتهنئة لمصر

وفي ختام كلمته، وجّه بوتين تحية خاصة للمهندسين والعاملين المصريين والروس العاملين في مشروع الضبعة، مثمناً تفانيهم في تنفيذ أحد أكبر مشاريع الطاقة النووية في العالم، كما هنّأ الشعب المصري بيوم الطاقة الذرية المصري الذي يوافق يوم الاحتفال.

كما جدّد تهنئته للرئيس عبد الفتاح السيسي بعيد ميلاده، متمنياً له “الصحة والنجاح والتوفيق في قيادة مصر نحو المزيد من الازدهار”.