العالم أمام مصر: المتحف الكبير يفتح أبواب الحضارة على بثٍ مباشر إلى الإنسانية

العالم أمام مصر: المتحف الكبير يفتح أبواب الحضارة على بثٍ مباشر إلى الإنسانية

بقلم: رندة نبيل رفعت

في لحظة ينتظرها العالم منذ سنوات، تتحول القاهرة إلى عاصمة للبث الإعلامي العالمي وهي تستعد لافتتاح المتحف المصري الكبير، ذلك الصرح الذي لا يضم آثار حضارة فحسب، بل يحمل ذاكرة الإنسانية نفسها في أبهى تجلياتها.


فمنذ فجر التاريخ، كانت مصر مصدرًا للدهشة، واليوم تعود لتُبهر العالم من جديد، ليس فقط بما تحفظه من كنوز، بل بما تقدمه من تنظيم، وتبثّه من صورة حضارية حديثة تتناغم مع عبق التاريخ.

وفي تصريح يحمل مزيجًا من الفخر والمسؤولية، أعلن الكاتب الصحفي دكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن العالم كله سيشهد على الهواء مباشرة هذا الحدث الفريد، حيث ستنقل مئات القنوات والمنصات الدولية افتتاح المتحف إلى مئات الملايين من المشاهدين في القارات الخمس.


حدثٌ لا يشبه سواه، لا في رمزيته الثقافية ولا في زخمه الإعلامي، إذ يجتمع في القاهرة أكبر حضور دولي من قادة وزعماء ومثقفين وإعلاميين شهدته مصر في فعالية ثقافية عبر تاريخها الحديث.

وأوضح رشوان أن الهيئة العامة للاستعلامات منحت 450 تصريح تغطية لمراسلين يمثلون 180 وسيلة إعلامية دولية، جاء بعضهم من قلب القاهرة والبعض الآخر من عواصم العالم خصيصًا لهذا الحدث.


وقد ضمّ هذا الحشد الإعلامي الكبير 70 وسيلة أوروبية، و24 مؤسسة أمريكية، و30 آسيوية، و48 عربية، إلى جانب 70 من كبرى القنوات والشبكات العالمية و35 وكالة أنباء مصوّرة تتولى نقل الصورة من أرض الحدث إلى كل بيت في العالم.

لكن الأهم من الأرقام، هو ما تكشفه من ثقة دولية متجددة في مصر ورسالتها الحضارية والإعلامية، تلك الثقة التي جعلت الهيئة تمنح – بالتنسيق مع الجهات المختصة – خطوط بث مباشر مجانية لآلاف القنوات حول العالم، لتكون صورة مصر في هذه الليلة التاريخية متاحة لكل من يريد أن يراها كما هي: جميلة، راسخة، ومضيئة من جديد.

ولم تغب التفاصيل التنظيمية والإعلامية الدقيقة عن المشهد؛ إذ شكّلت الهيئة غرف عمليات متخصصة في ديوانها العام والمركز الصحفي للمراسلين الأجانب، لتقديم الدعم الفني واللوجستي والإعلامي على مدار الساعة، في نموذج يعكس نضج التجربة المصرية في إدارة حدث عالمي بحجم افتتاح المتحف الكبير.

كما تولّت الهيئة – بالتعاون مع المؤسسات الصحفية القومية – تزويد المراسلين بتغطيات باللغات الأجنبية عبر صحف “الأهرام أبدو” بالفرنسية، و”الأهرام ويكلي” و”الإيجيبشيان جازيت” بالإنجليزية، وموقع “الأهرام أون لاين”، بما يضمن توحيد الرسالة المصرية بلغة يفهمها العالم ويحترمها.

وختم رشوان حديثه بإشادة لافتة بالإعلام المصري الذي استطاع أن يواكب هذا الحدث بروح وطنية ومهنية رفيعة، مشيرًا إلى أن العديد من الصحف الأجنبية نقلت عن الصحافة المصرية تغطياتها وتحليلاتها، في إقرار عالمي بأن مصر لم تكتف بصناعة التاريخ، بل باتت تصوغ صورته أيضًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: