طرابلس – رندة نبيل رفعت
شارف عرس ليبيا الثقافي على الانتهاء، بعد أيام من التألق والإبداع في ربوع العاصمة طرابلس التي احتضنت فعاليات الدورة الثانية من معرض النيابة العامة الدولي للكتاب، تحت رعاية وإشراف المستشار الصديق الصور، النائب العام بدولة ليبيا.
لقد تحوّل المعرض خلال أيامه إلى ملتقى عربي وإنساني بامتياز، جسّد القيم التي تنادي بها العدالة والثقافة معًا: التسامح، الحوار، والانفتاح على الآخر.
منذ لحظة الافتتاح وحتى ختام فعالياته، عكست أجواء المعرض حالة نادرة من الإجماع الوطني، حيث التفّ المثقفون والكتّاب والمهتمون من مختلف المدن الليبية حول رؤية واحدة: أن الثقافة هي القاسم المشترك الذي يوحّد الليبيين، مهما تباينت توجهاتهم أو خلفياتهم.
ولعلّ أبرز ما يميز هذه الدورة هو نجاح المستشار الصديق الصور في تقديم نموذج جديد لقيادة المشهد الثقافي، إذ جمع بين القيادة القانونية والفكر الثقافي، وأثبت أن العدالة ليست مفهوماً قانونياً فحسب، بل نهج حياة ومسار وطني جامع.
لقد نجح هذا الحدث في أن يكتب صفحة جديدة من تاريخ ليبيا الثقافي، مؤكداً أن المعرفة يمكن أن تكون بوابة للمصالحة الوطنية، وأن الكلمة الحرة والموعظة الصادقة قادرتان على رأب صدع السياسة وإعادة بناء الوعي الجمعي.
إن معرض النيابة العامة الدولي للكتاب، بما حمله من زخم فكري وتنوع معرفي، هو رسالة ليبيا الجديدة: ليبيا الثقافة.. لا الانقسام.
