طرابلس – رندة نبيل رفعت
تحولت أروقة معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في نسخته الثانية بالعاصمة الليبية طرابلس إلى منبر للتضامن الثقافي مع فلسطين، حيث دعا عدد من المشاركين إلى ضرورة دعم وإسناد المثقفين والكتاب الفلسطينيين الذين يواصلون فعلهم الإبداعي وسط أبشع المجازر التي تستهدف الإنسان والهوية والثقافة الفلسطينية في آن واحد.
وأكد المتحدثون أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية من إبادة جماعية وثقافية يمثل محاولة ممنهجة لطمس الوعي وإلغاء الذاكرة الفلسطينية، مشددين على أن المثقفين في غزة، رغم القصف والدمار، لا يزالون يكتبون ويدوّنون المأساة في مواجهة آلة الاحتلال ومشاريعه الاستعمارية.
وقال المشارك أحمد بولعادي إن “الاحتلال لا يكتفي بقتل الإنسان الفلسطيني، بل يسعى إلى قتل فكرته وثقافته أيضًا”، داعيًا إلى الانضمام للجبهة الثقافية العالمية لدعم فلسطين، وإلى تحرك عالمي من الكتّاب والمبدعين لـ “تصويب ضمائرهم نحو فلسطين وعدالة قضيتها، باعتبارها قضية حرية وجمال وإنسانية”.
وأضاف أن “الكتّاب في العالم اليوم أمام اختبار أخلاقي، فبعضهم يدافع بشجاعة، وآخرون صامتون بخجل، بينما يختار البعض الغياب في مشهد مريب ومخزٍ أمام مجازر الإبادة الثقافية في غزة”.
ومن جانبها، قالت منال، الطالبة بجامعة بنغازي، إن الثقافة هي “الجدار الأخير في مواجهة التشويه والتزييف”، مؤكدة أن ما يجري في فلسطين يستدعي نهضة ضمير المثقفين العرب والأحرار حول العالم لفضح رواية الاحتلال الكاذبة.
وأشادت منال بدور النيابة العامة الليبية في نشر ثقافة الوعي والمعرفة واحتضانها لهذا الحدث الثقافي، مشيرة إلى أن المعرض جاء لتكريس مفاهيم حقوق الإنسان، والتعايش، والمصالحة الوطنية، مع توفير المشاركة المجانية لدور النشر وتسهيل حضور الجمهور والطلبة من مختلف المؤسسات التعليمية.
كما أكدت أن رعاية المستشار الصديق الصور، النائب العام الليبي، للمعرض تأتي ضمن رؤية تهدف إلى جعل هذا الحدث منارة فكرية دائمة في ليبيا، تسهم في تعزيز ثقافة القراءة كوسيلة للحد من الجريمة ونشر قيم التسامح والمعرفة.
وتشير الإحصاءات إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة أودى بحياة أكثر من 50 كاتبًا ومبدعًا فلسطينيًا، معظمهم من أعضاء اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، إضافة إلى اغتيال 130 أكاديميًا ومفكرًا و200 صحفي، لتتحول غزة إلى مقبرة جماعية مفتوحة أمام صمت العالم.
