القاهرة – رندة نبيل رفعت
في خطوة نوعية تعكس عمق التعاون العربي المشترك وريادة دولة قطر في دعم قضايا الأسرة والتنمية الاجتماعية، بدأت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم، أعمال اجتماع الخبراء حول “الدليل الاسترشادي الإقليمي لبرنامج تأهيل المقبلين على الزواج في العالم العربي”، والذي يُعقد على مدار يومي 15 و16 أكتوبر 2025 بمقر الجامعة بالقاهرة، بالتعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة – عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع – وبالشراكة مع وزارة الخارجية القطرية ممثلة في المندوبية الدائمة لدولة قطر لدى الجامعة العربية.
وافتتحت الجلسة بكلمة ألقتها الوزير المفوض إيناس الفرجاني، المشرف على قطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة، أكدت فيها أن هذا الاجتماع يجسد حرص الجامعة العربية وشركائها على تعزيز استقرار وتماسك الأسرة العربية، مشيرة إلى أن إعداد هذا الدليل الإقليمي يمثل محطة محورية نحو توحيد الرؤى والمنهجيات العربية في تأهيل المقبلين على الزواج بما يتواءم مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية الراهنة.
وشارك في الجلسة الافتتاحية كل من السفير الدكتور طارق الأنصاري، المندوب الدائم لدولة قطر لدى جامعة الدول العربية، والدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، والدكتور أحمد عارف، مدير البحوث والدراسات الأسرية بالمعهد، إلى جانب نخبة من الخبراء وممثلي وزارات الأسرة والشؤون الاجتماعية من مختلف الدول العربية.
وأكدت الفرجاني في كلمتها أن التقرير المشترك الصادر عام 2024 عن معهد الدوحة الدولي للأسرة حول “تقييم العلاقات الزوجية خلال السنوات الخمس الأولى من الزواج في العالم العربي”، شكّل مرجعًا علميًا أساسيًا في إعداد هذا الدليل، مشيرة إلى أنه أبرز الحاجة الماسّة إلى برامج وطنية عربية شاملة للحد من التفكك الأسري المبكر وتعزيز استقرار مؤسسة الزواج.
كما ثمّنت الفرجاني الدور الريادي لدولة قطر ومعهد الدوحة الدولي للأسرة في تبني المبادرات الداعمة للأسرة العربية، مشيدة بالدعم السخي الذي قدمته الدوحة لإنجاز هذا المشروع الرائد، وبما يعكس التزام قطر الراسخ بدعم العمل العربي المشترك وتعزيز التنمية الاجتماعية المستدامة في المنطقة.
وفي ختام كلمتها، أعربت عن تطلع الأمانة العامة إلى أن تُتوَّج أعمال الاجتماع بإصدار دليل استرشادي عربي موحّد يمثل نموذجًا إقليميًا يحتذى به، ويُسهم في بناء أسرة عربية أكثر استقرارًا وتماسكًا، قادرة على مواجهة تحديات العصر وصون النسيج الاجتماعي في العالم العربي.
بهذا التعاون المثمر بين جامعة الدول العربية ودولة قطر، تتجسد رؤية عربية جديدة عنوانها “الأسرة أولاً”… نحو مستقبل أكثر استقرارًا للأجيال القادمة.