رندة نبيل رفعت
في مشهدٍ حمل رمزية الحكمة العُمانية وثبات الموقف العربي الأصيل، ترأّس معالي بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، وزير الخارجية، وفدَ سلطنة عُمان المشارك في قمة شرم الشيخ للسلام، وذلك بتكليفٍ سامٍ من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم – حفظه الله ورعاه – الذي يؤمن بأن طريق الاستقرار يبدأ من الحوار، وأن صوت العقل هو الطريق الأوحد نحو سلامٍ دائمٍ في الشرق الأوسط.
وشهدت القمة، التي استضافتها جمهورية مصر العربية بمدينة شرم الشيخ يوم الاثنين 13 أكتوبر 2025، حضورًا رفيعًا لقادة دولٍ ومنظماتٍ إقليمية ودولية، جرى خلالها التوقيع على “وثيقة السلام” بين دول الوساطة: مصر، الولايات المتحدة الأمريكية، تركيا، وقطر، في خطوةٍ تعكس توافقًا دوليًا متزايدًا على إنهاء دوامة العنف وإطلاق مسارٍ سياسي شامل يعيد الأمل لشعوب المنطقة.
وأعرب معالي الوزير البوسعيدي في تصريحٍ له عن تقدير سلطنة عُمان للقيادة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على ترؤسهما أعمال هذه القمة التاريخية، مشيدًا بالدور الفاعل الذي أسهم في الوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة وإنقاذ الأرواح، قائلاً:
“لقد شهدنا خلال العامين الماضيين مآسي إنسانية مؤلمة، واليوم تلوح في الأفق بارقة أملٍ حقيقية، وعلينا أن نحميها بالعزيمة والنية الصادقة نحو السلام العادل والدائم.”
وأكد البوسعيدي أن رؤية جلالة السلطان هيثم بن طارق تقوم على الانفتاح والحوار والاحترام المتبادل، وأن سلطنة عُمان كانت – وستظل – ركنًا من أركان الحكمة والاتزان في السياسة الإقليمية والدولية، تعمل بصمتٍ وفاعلية لدعم كل جهدٍ يعزز قيم التفاهم والتعايش وسيادة القانون.
واختتم الوزير العُماني تصريحه بالتأكيد على أن الطريق نحو سلامٍ شامل ما زال طويلاً، لكن عُمان تؤمن بأن العمل الجماعي والتفاهم الإنساني قادران على تحويل التحديات إلى فرص، والآلام إلى آمال.
وتأتي مشاركة السلطنة في القمة ضمن نهجها الثابت والموروث من سياسة السلطان قابوس طيب الله ثراه، والتي واصلها السلطان هيثم المعظم برؤيةٍ أكثر انفتاحًا واتزانًا، لترسيخ دعائم السلام الإقليمي والدولي، وإعلاء قيم التعاون البنّاء لما فيه خير الإنسان والإنسانية جمعاء.
عُمان.. تبقى بوصلـة الحكمة العربية ومشعل التوازن في عالمٍ مضطرب.