“شرم الشيخ تُعيد نبض الأمل: اتفاق تاريخي لوقف النار وتبادل الرهائن برعاية مصرية وشراكة دولية”

“شرم الشيخ تُعيد نبض الأمل: اتفاق تاريخي لوقف النار وتبادل الرهائن برعاية مصرية وشراكة دولية”


رندة نبيل رفعت
في مشهدٍ أعاد الأمل إلى المنطقة وأعاد لمدينة السلام دورها المحوري، أعلنت الوفود المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ الدولي للسلام التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، بعد مفاوضات مكثفة استمرت على مدى يومين، برعاية مصرية مباشرة ومشاركة فعّالة من قطر والولايات المتحدة والأمم المتحدة، إلى جانب وفود عربية وإقليمية مؤثرة.

وأكدت مصادر دبلوماسية أن المباحثات المغلقة التي استمرت حتى فجر اليوم أفضت إلى وقف فوري للأعمال العسكرية اعتبارًا من منتصف ليل الأحد، وفتح ممرات إنسانية آمنة، بإشراف لجنة دولية مشتركة، بما يضمن وصول المساعدات دون عوائق إلى جميع المناطق المتضررة.

وشهدت جلسات المؤتمر تنفيذ مرحلتين من عملية تسليم الرهائن خلال يومي الجمعة والسبت، في إطار إجراءات بناء الثقة، حيث تم إطلاق سراح دفعتين من المدنيين المحتجزين لدى الأطراف المتنازعة، بإشراف مباشر من الوساطة المصرية والقطرية، وبحضور ممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في أجواء إنسانية مؤثرة حظيت بترحيب عالمي واسع.

ووفق البيان الختامي الذي تم التوافق عليه، تضمن الاتفاق البنود التالية:

  1. وقف شامل لإطلاق النار في جميع مناطق النزاع.
  2. تبادل كامل للأسرى والرهائن خلال عشرة أيام بإشراف دولي.
  3. فتح الممرات والمعابر الإنسانية فورًا لإدخال المساعدات والفرق الطبية.
  4. تشكيل لجنة مراقبة دولية برئاسة الأمم المتحدة وعضوية مصر وقطر والولايات المتحدة، لمتابعة تنفيذ الاتفاق ميدانيًا.
  5. إطلاق مسار سياسي شامل برعاية الأمم المتحدة، تمهيدًا لاستئناف مفاوضات السلام النهائية وإعادة الإعمار.

وفي كلمته أمام المؤتمر، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر تتحرك “من منطلق مسؤوليتها التاريخية والإنسانية للحفاظ على استقرار المنطقة وحماية الشعوب من ويلات الحروب”، مضيفًا أن “السلام الحقيقي لا يُفرض بالقوة، بل يُبنى على الثقة والعدالة والتنمية”.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن ما تحقق في شرم الشيخ هو انتصار لإرادة الحياة ولصوت الإنسانية، مؤكدًا أن مصر ستواصل جهودها لتثبيت الهدنة وتحويلها إلى سلام دائم يعيد الاستقرار إلى المنطقة بأسرها.

من جانبه، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بالدور المصري والقطري في تذليل العقبات، مؤكدًا أن هذا الاتفاق يمثل “نقطة تحول تاريخية في مسار السلام الإقليمي”.

وفي ختام المؤتمر، وقف الحضور دقيقة صمت تخليدًا لأرواح الضحايا المدنيين، قبل أن تُرفع الجلسة وسط تصفيقٍ امتزج فيه الأمل بالعزيمة، لتغادر الوفود مدينة شرم الشيخ وهي تحمل إلى العالم رسالة سلامٍ جديدة تولد من أرض مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: