كتبت – رندة نبيل رفعت
في مشهد يختصر ملامح “الجمهورية الجديدة” ويعيد للذاكرة إرث رواد النهضة الصناعية، أطلقت منظومة OMC الاقتصادية بمدينة السادس من أكتوبر مبادرة نوعية حملت عنوان “الألف قائد لدعم الصناعة المصرية والتنمية المستدامة”، وذلك بالتزامن مع افتتاح قاعة تحمل اسم الدكتور عزيز صدقي، أول وزير صناعة في مصر ورئيس الوزراء الأسبق، الملقب بـ”أبو الصناعة”.




الحدث، الذي جمع بين رمزية التكريم وجرأة المبادرة، حضره نخبة من القيادات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، في مقدمتهم اللواء محرم هلال رئيس اتحاد المستثمرين، والسفيرة مشيرة خطاب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، والمستشار أيمن عبدالغني نائب رئيس مجلس الدولة وخبير التشريع الاقتصادي، إلى جانب شخصيات صناعية وإعلامية بارزة، ليشكّل منصة استراتيجية لتبادل الرؤى حول مستقبل الصناعة المصرية ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
المهندس هيثم حسين، مؤسس منظومة OMC ورئيس مجمع عمال مصر الصناعي، أكد أن المبادرة تمثل “شرارة ثورة صناعية مصرية جديدة”، تقوم على إعداد جيل من القادة الشباب القادرين على قيادة الصناعة بآليات حديثة تتماشى مع خطط الرئيس عبدالفتاح السيسي للنهوض بالاقتصاد الوطني. وكشف حسين عن خطة تمتد لعشر سنوات ترتكز على 12 محورًا استراتيجيًا تشمل إنشاء صندوق استثمار إنتاجي وطني برأسمال مليار دولار، إطلاق أكاديمية وطنية للصناعة، تأسيس قسم جامعي جديد لإدارة المشروعات الصناعية، وحوافز غير مسبوقة للمستثمرين والشباب الصناعيين، بما يتيح خلق أكثر من 450 ألف فرصة عمل ورفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي بمليارات الدولارات.
من جانبها، أشادت السفيرة مشيرة خطاب بأهمية المبادرة، معتبرة أن تأهيل جيل جديد من القادة الصناعيين يرسخ التنمية المستدامة ويعزز حقوق الإنسان من خلال خلق فرص عمل وتنافسية شريفة في بيئة الصناعة.
فيما وصف اللواء محرم هلال افتتاح قاعة عزيز صدقي بأنه “طفرة مرجعية للصناع”، مشيدًا برؤية المهندس هيثم حسين وقدرته على تحويل الأفكار الوطنية إلى مشاريع استراتيجية قادرة على قيادة الصناعة المصرية نحو الريادة الإقليمية والعالمية.
الحدث لم يكن مجرد تكريم لرمز وطني بارز، بل إعلانًا عن مشروع استراتيجي متكامل يضع الصناعة في صدارة أولويات الدولة.
فكما أكد حسين: “نحن لا نكرم اسمًا، بل نكرم مسيرة وطنية صنعت تاريخًا، ونؤكد في الوقت ذاته أن الصناعة هي قاطرة التنمية للجمهورية الجديدة”.
وبين أصداء التصفيق وحماس الحاضرين، بدا واضحًا أن مبادرة “الألف قائد” ليست مجرد شعار، بل خريطة طريق صناعية تستند إلى الإرث الوطني لعزيز صدقي، وتستشرف مستقبلًا يحمل توقيع هيثم حسين كرائد لصناعة القرن الحادي والعشرين في مصر.