القاهرة – رندة نبيل رفعت
يشهد قطاع التمور والعسل العربي دفعة قوية مع الإعلان الرسمي عن انطلاق المعرض الدولي للتمور والعسل في سلطنة عُمان، خلال مؤتمر صحفي استضافته سفارة السلطنة بالقاهرة بالتعاون مع الاتحاد العربي لمنتجي ومصنعي التمور وشركة “أساس مسقط”.

















الحدث لم يكن مجرد إعلان عن معرض، بل عكس رؤية عربية مشتركة لتعظيم القيمة المضافة للموارد الزراعية وتحويلها إلى ركيزة استثمارية وصحية تخدم الأمن الغذائي العربي والدولي.
الدبلوماسية الاقتصادية العُمانية
في كلمته، أكد سعادة السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان لدى مصر، أن المعرض يجسد التزام السلطنة بتعزيز شراكاتها الاقتصادية مع الدول العربية، وعلى رأسها مصر، مشيرًا إلى أن صناعة التمور والعسل ليست مجرد منتجات زراعية بل أدوات قوة ناعمة يمكن من خلالها بناء جسور تعاون واستثمار طويلة المدى.
وأضاف الرحبي أن سلطنة عمان تنطلق من إرث حضاري عريق في زراعة النخيل وإنتاج التمور، وتسعى عبر هذا الحدث إلى تحويل نزوى وغيرها من المدن الزراعية إلى مراكز عالمية للتصنيع والتسويق والتصدير، معتمدين على خبرة السلطنة وسمعة منتجاتها في الأسواق الدولية.
البعد الاقتصادي العربي
من جانبه، أوضح الدكتور محمدي أحمد عبد الحميد، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، أن صناعة التمور والعسل تمثل أحد المفاتيح الاستراتيجية للتكامل الاقتصادي العربي، مؤكدًا أن المجلس يدعم بقوة المبادرات التي تفتح أسواقًا جديدة وتزيد من تنافسية المنتجات العربية في التجارة العالمية.
وأشار إلى أن القيمة الاقتصادية للتمور والعسل لا تقتصر على كونهما منتجات غذائية، بل تمتد إلى صناعات تحويلية متنوعة تشمل الأغذية الطبية والمكملات الغذائية ومواد التجميل، وهو ما يفتح المجال أمام استثمارات ضخمة تسهم في تنويع الاقتصادات العربية.
نزوى.. عاصمة التمور القادمة
أما الدكتور أشرف الفار، الأمين العام للاتحاد العربي لمنتجي ومصنعي التمور، فقد لفت إلى أن سلطنة عمان تحتل المرتبة الثانية خليجيًا والثامنة عالميًا في إنتاج التمور، فيما تُعَد مدينة نزوى نموذجًا متفردًا، حيث تجمع بين نخيل عالي الجودة وأكبر مصانع للتمور في الشرق الأوسط.
وأكد الفار أن الاتحاد يعمل مع وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية في السلطنة لوضع خريطة طريق عربية شاملة لتطوير القطاع، بما في ذلك رفع معايير الجودة، توسيع القدرات التصديرية، ونقل الخبرات العُمانية الناجحة إلى بقية العواصم العربية.
رسالة حضارية وصحية
اتفق المشاركون على أن معرض مسقط الدولي للتمور والعسل لا يمثل فعالية تجارية فحسب، بل هو رسالة حضارية وصحية إلى العالم، تبرز أهمية هذه المنتجات في تعزيز الصحة العامة ودعم الأنظمة الغذائية المستدامة، إلى جانب كونها مصدر دخل رئيسي للمزارعين والمستثمرين في العالم العربي.
فرص استثمارية واعدة
توقع الخبراء أن يفتح المعرض المجال أمام استثمارات جديدة في مجالات التعبئة، التصنيع، التكنولوجيا الزراعية، والتسويق الرقمي، بما يسهم في مضاعفة العوائد الاقتصادية وزيادة حجم الصادرات العربية من التمور والعسل إلى أسواق أوروبا وآسيا وأفريقيا.
خاتمة
بهذا، يتحول معرض مسقط للتمور والعسل 2025 إلى أكثر من مجرد منصة عرض للمنتجات، ليصبح مختبرًا للتكامل الاقتصادي العربي، ونقطة انطلاق لرؤية أوسع تستهدف تحويل التمور والعسل من منتجات تقليدية إلى صناعات استراتيجية عابرة للحدود، تدعم الأمن الغذائي وتفتح مسارات جديدة للنمو الاقتصادي المستدام.