القاهرة – رندة نبيل رفعت
اختتم وزراء الخارجية العرب اجتماعهم بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة، بإجماع على ضرورة اتخاذ موقف عربي فاعل لمواجهة التطورات الخطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدين أن ما تشهده غزة يتجاوز نطاق العمليات العسكرية التقليدية ويشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ومحاولة ممنهجة لتصفية القضية الفلسطينية.
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، عن التوافق الكامل بين الدول الأعضاء حول رفض أي مساس بسيادة الدول العربية أو المساس بوحدة أراضيها تحت أي ذريعة كانت، مشددًا على أن الاستقرار الإقليمي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال حل سياسي عادل وشامل، يتمثل في قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما حذّر البيان من مغبة استمرار الاحتلال في فرض الأمر الواقع من خلال سياسات الضم والتهجير، ورفض الوزراء بشكل قاطع أي محاولات لشرعنة هذه الممارسات سواء عبر تصريحات مباشرة أو ضمنية، معتبرين ذلك تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي.
وأكد الوزراء دعمهم الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ودعوا المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، إلى مراجعة مواقفها الأخيرة، خاصة ما يتعلق بمنع الوفد الفلسطيني من المشاركة في أعمال الأمم المتحدة، معتبرين أن مثل هذه الخطوات تُضعف مصداقية المنظومة الدولية.
كما تم الكشف عن تقديم كل من مصر والمملكة العربية السعودية لمشروع قرار متكامل يحدد ملامح التحرك العربي المقبل على المستويين الإقليمي والدولي، في إطار دبلوماسي يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.
ويأتي هذا الاجتماع في لحظة مفصلية تستدعي تكثيف الجهود العربية المشتركة وتوحيد الرؤى لمواجهة التحديات غير المسبوقة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية والمنطقة بأسرها.
