غزة تشتعل: فقدان 4 جنود إسرائيليين في كمين كبير بحي الزيتون وسط اشتباكات عنيفة

غزة تشتعل: فقدان 4 جنود إسرائيليين في كمين كبير بحي الزيتون وسط اشتباكات عنيفة


كتبت – رندة نبيل رفعت
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء اليوم بفقدان أربعة جنود إسرائيليين في كمين محكم نفذته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في حي الزيتون شرق مدينة غزة، وسط اشتباكات متواصلة وعمليات بحث إسرائيلية مكثفة عن المفقودين.

وبحسب التقارير العبرية، فقد انطلقت العملية عبر كمين كبير استهدف قوات من الفرقة 162 واللواء 401 المدرع، وأدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود، بينهم حالات حرجة.

وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي دفع بـ ست مروحيات عسكرية لإجلاء القتلى والمصابين، فيما أطلق قنابل ضوئية بكثافة فوق سماء غزة لتأمين تحركاته.

كما كشفت المصادر أن الجيش الإسرائيلي فعّل بروتوكول هانيبال – وهو الإجراء الطارئ الذي يجيز استخدام أقصى القوة لمنع وقوع الجنود في الأسر – مما يعكس خطورة الموقف.

وبينت وسائل الإعلام العبرية أن سلسلة من الكمائن ضربت القوات الإسرائيلية؛ حيث سقطت قوة من لواء النحال في حي الزيتون بدايةً، تلاها كمين ثانٍ في حي الصبرة، قبل أن تتجدد الاشتباكات في محيط الزيتون مع محاولات القسام أسر مزيد من الجنود.

هذه العملية تحمل دلالات استراتيجية وعالمية بارزة:

  1. تأثير عسكري مباشر: نجاح القسام في نصب كمين واسع النطاق شرق غزة يشير إلى تراجع القدرة الاستخبارية الإسرائيلية، رغم التفوق التكنولوجي، ويعيد النقاش حول مدى فعالية العمليات البرية الإسرائيلية في قطاع مكتظ ومعقد مثل غزة.
  2. انعكاسات على العقيدة الأمنية الإسرائيلية: تفعيل بروتوكول هانيبال يكشف عن هاجس إسرائيلي مزمن يتمثل في “عقدة الأسر”، التي عانت منها تل أبيب سابقًا مع صفقة شاليط، وهو ما قد يدفع الجيش إلى تصعيد غير مسبوق لتجنب تكرار سيناريو التبادل.
  3. تداعيات إقليمية: العملية قد تُستثمر سياسيًا من قبل إيران وحلفائها للتأكيد على “قابلية الجيش الإسرائيلي للهزيمة في الميدان”، وهو ما قد يعزز موقف قوى المقاومة في لبنان واليمن.
  4. البعد الدولي: أي تأكيد رسمي لفقدان جنود سيؤثر على صورة إسرائيل عالميًا، خاصة في ظل تصاعد الانتقادات الغربية للحرب على غزة. كما أن استمرار الخسائر البشرية قد يضع حكومة نتنياهو أمام ضغط داخلي متفجر من الشارع الإسرائيلي الذي بات متململًا من طول أمد الحرب.
  5. احتمال اتساع المواجهة: إذا نجحت حماس بالفعل في أسر جنود، فإن الملف قد يفتح الباب أمام مفاوضات تبادل كبرى، ما سيعيد خلط الأوراق ليس فقط في غزة بل على مستوى الإقليم بأسره.

ما جرى في حي الزيتون ليس مجرد اشتباك ميداني، بل معركة مركبة تختبر العقيدة العسكرية الإسرائيلية أمام تكتيكات حرب العصابات. وإذا تأكد فقدان الجنود الأربعة، فإن ذلك سيُسجل كواحد من أثقل الإخفاقات الميدانية لإسرائيل منذ بداية الحرب على غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: