كتبت – رندة نبيل رفعت
في خطوة وُصفت بأنها نقلة نوعية في مستقبل الزراعة العربية، أعلنت المنظمة العربية للتنمية الزراعية، اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025، خلال مشاركتها في المنتدى العربي الأول للذكاء الاصطناعي بمدينة العلمين الجديدة، عن خارطة طريق شاملة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تحقيق نهضة زراعية عربية مستدامة.
وأكد البروفيسور إبراهيم آدم أحمد الدخيري، المدير العام للمنظمة، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفاً تقنياً، بل يمثل ضرورة استراتيجية لضمان الأمن الغذائي ومواجهة التحديات المناخية والاقتصادية.
وتقوم خارطة الطريق على عدة محاور محورية، أبرزها:
- إطلاق تحالف عربي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الزراعة يضم الحكومات والقطاع الخاص والجامعات.
- إنشاء مرصد عربي للتقنيات الزراعية الرقمية يقدم تقارير وتحليلات استشرافية لصانعي القرار.
- منصات عربية للبيانات الزراعية المفتوحة توفر أدوات تحليل متقدمة تدعم المزارعين والباحثين.
- اعتماد دليل عربي للحوكمة الأخلاقية يضمن الاستخدام المسؤول للتقنيات الذكية.
- تشجيع الشراكات الاستثمارية طويلة الأمد في البنية التحتية الرقمية وربطها بالاقتصاد الأخضر وتمويل المناخ.
كما كشف الدخيري عن مبادرة “صكوك الكربون الزراعية”، التي تمكّن المزارعين من توثيق خفض الانبعاثات وتحويلها إلى قيمة اقتصادية، مؤكداً أن دمج الذكاء الاصطناعي مع هذه الصكوك يمثل آلية مبتكرة للتمويل المناخي ويعزز قدرة المزارع العربي على الصمود والمنافسة في الأسواق العالمية.
ولفت المدير العام إلى أن نجاح هذه الرؤية يتطلب بنية تحتية رقمية قوية وشمولاً رقمياً واسعاً، بما يضمن وصول المجتمعات الريفية إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويحقق تكاملاً بين الأمن السيبراني وإدارة البيانات الزراعية.
سياسياً، وجّه الدخيري دعوة رسمية إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لزيارة السودان، مشيراً إلى أن اجتماع الحكومة السودانية الأخير في الخرطوم بعد استعادة السيطرة العسكرية يعكس خطوات إيجابية نحو الاستقرار، ويعيد للسودان موقعه المحوري في منظومة الأمن الغذائي العربي.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن المنظمة عازمة على قيادة مسيرة التحول الرقمي الزراعي العربي، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية، بل مفتاح لنهضة زراعية عربية أكثر استدامة وأمناً غذائياً.
