“قمّة العلمين”: السيسي يستقبل محمد بن زايد في زيارة أخوية تحمل رسائل استراتيجية للمنطقة

“قمّة العلمين”: السيسي يستقبل محمد بن زايد في زيارة أخوية تحمل رسائل استراتيجية للمنطقة


كتبت – رندة نبيل رفعت

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم بمدينة العلمين الجديدة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، الذي يحل ضيفاً عزيزاً على مصر في زيارة أخوية تمتد لعدة أيام.

وصرّح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، بأن الرئيس السيسي رحّب بضيف مصر الكبير، مؤكداً المكانة الخاصة التي يحظى بها سمو رئيس دولة الإمارات لدى مصر وشعبها، امتداداً لإرث المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي رسّخ أسس علاقة استثنائية بين البلدين.


من جانبه، عبّر الشيخ محمد بن زايد عن تقديره العميق للرئيس السيسي على حفاوة الاستقبال، مثمناً الروابط التاريخية والأخوية الراسخة بين قيادتي وشعبي البلدين.

زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى مصر، وفي توقيت دقيق إقليمياً ودولياً، ليست مجرد محطة بروتوكولية، بل تحمل خلفيات استراتيجية ورسائل سياسية متعددة:

  1. رسالة استقرار وتحالف عربي قوي
    الزيارة تؤكد أن القاهرة وأبوظبي تمثلان ركيزتين أساسيتين في معادلة الأمن العربي، خاصة في ظل تصاعد التوترات في غزة والبحر الأحمر والخليج. وهي إشارة للداخل والخارج بأن تحالفهما الاستراتيجي مازال صلباً ومتماسكاً.
  2. التنسيق في ملفات ملتهبة
    • غزة: البلدين يسعيان لبلورة موقف عربي يوازن بين الدعم الإنساني والسياسي للشعب الفلسطيني، ومنع انزلاق الأوضاع إلى فوضى إقليمية.
    • الملف الليبي والسوداني: التنسيق المصري-الإماراتي حاسم لاحتواء الصراعات ومنع تمدد التدخلات الإقليمية والدولية.
    • البحر الأحمر وأمن الملاحة: في ظل تهديدات الحوثيين وحساسية الممرات البحرية، تأتي المشاورات لتعزيز حماية التجارة العالمية.
  3. البعد الاقتصادي والاستثماري
    توقيت الزيارة يتقاطع مع مشروعات مصر في الساحل الشمالي والعلمين الجديدة، ما يفتح المجال أمام استثمارات إماراتية جديدة في البنية التحتية والطاقة والسياحة، وهو ما يعزز الحضور الاقتصادي الإماراتي كأحد أهم الداعمين لمسيرة التنمية المصرية.
  4. رسالة إلى القوى الدولية
    انعقاد اللقاء في مدينة العلمين الساحلية، التي باتت منصة دبلوماسية للرئيس السيسي، يحمل دلالة بأن القاهرة وأبوظبي تريدان أن تكونا مركز ثقل في التوازنات الدولية، بعيداً عن الاستقطاب الغربي-الشرقي في قضايا الطاقة، السلاح، وإعادة الإعمار.
  5. إدارة مرحلة ما بعد غزة وأوكرانيا
    من المرجح أن يبحث الزعيمان إعادة صياغة الموقف العربي في مرحلة ما بعد الحروب الممتدة في غزة وأوكرانيا، خاصة فيما يتعلق بالشراكات مع واشنطن وموسكو وبكين، وهو ما يمنح مصر والإمارات موقعاً تفاوضياً متقدماً.

الزيارة الأخوية لسمو الشيخ محمد بن زايد إلى مصر ليست حدثاً عادياً، بل قمّة استراتيجية صامتة تحمل في طياتها ملامح رسم خريطة إقليمية جديدة، تعكس عمق الثقة المتبادلة بين القاهرة وأبوظبي، وتجعل من “العلمين” محطة رسائل قوية للمنطقة والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: