معبر رفح يتحول إلى منصة سياسية.. مصر وفلسطين ترسمان ملامح ما بعد الحرب في غزة

معبر رفح يتحول إلى منصة سياسية.. مصر وفلسطين ترسمان ملامح ما بعد الحرب في غزة

رفح – رندة نبيل رفعت

لم يكن المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، اليوم الاثنين، أمام معبر رفح البري مجرد حدث بروتوكولي، بل حمل رسائل سياسية ودبلوماسية عميقة في توقيته ومكان انعقاده، تعكس رؤية مشتركة لما بعد الحرب على غزة.

اختيار معبر رفح لم يكن صدفة؛ فهذا المنفذ الذي يشكل شريان الحياة الوحيد لسكان القطاع، تحول اليوم إلى منصة سياسية لإعلان التزام القاهرة ورام الله بالعمل المشترك لوقف المأساة الإنسانية وفتح أفق للحلول السياسية.

وزير الخارجية المصري، في كلمته، ركّز على ثلاث رسائل أساسية:

  • الأولى أن مصر ما زالت “الضامن التاريخي” للحقوق الفلسطينية، ولن تسمح بتهميش قضيتها.

  • الثانية أن القاهرة ترى أن الأولوية الآن إنسانية، تتمثل في إنقاذ سكان غزة من الكارثة التي يعيشونها.

  • الثالثة أن مصر، رغم تعقيدات الإقليم، مستمرة في تحريك مسار دبلوماسي يستند إلى الشرعية الدولية ويرفض أي حلول أحادية.

أما رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، فقد حرص على توجيه رسالة تقدير ودعم سياسي لمصر، مشيدًا بدورها المحوري في مواجهة تداعيات الحرب، ومؤكدًا أن ما يجمع الشعبين الفلسطيني والمصري “أكبر من مجرد تنسيق عابر”، بل هو شراكة استراتيجية لحماية القضية الفلسطينية من محاولات التصفية.

اللقاء بدا وكأنه محاولة مصرية–فلسطينية لطرح معادلة جديدة: وقف فوري للعدوان + تدفق مكثف للمساعدات + مسار سياسي يعيد الاعتبار للحقوق الفلسطينية.

وبذلك، فإن المشهد أمام معبر رفح لم يكن فقط عن معاناة سكان غزة، بل عن تأكيد دور مصر كلاعب إقليمي لا يمكن تجاوزه، وعن سعي القيادة الفلسطينية لإيجاد حاضنة عربية متماسكة تدعم خياراتها المستقبلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: