وكيل الأزهر من على منبر مؤتمر الإفتاء: “المفتي الرشيد لا يصنعه الذكاء الاصطناعي.. والعقل البشري هو الحاكم”

وكيل الأزهر من على منبر مؤتمر الإفتاء: “المفتي الرشيد لا يصنعه الذكاء الاصطناعي.. والعقل البشري هو الحاكم”


كتبت – رندة نبيل رفعت
في رسالة فكرية عميقة جمعت بين التأصيل الشرعي واستشراف تحديات المستقبل، أكد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، أن صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي تتطلب مزيجًا متكاملًا من الملكة الفقهية الراسخة والوعي المقاصدي والمهارات الرقمية المتقدمة.

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي العاشر لدار الإفتاء المصرية، التي ألقاها نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والتي استهلها بنقل تحياته ورجائه بأن يثمر المؤتمر عن بحوث جادة تبرز مرونة الفكر الإسلامي وقدرته على التفاعل الإيجابي مع التطورات التقنية.

وأوضح وكيل الأزهر أن الفتوى صناعة علمية دقيقة، لا تختزل في كلمتي “يجوز” أو “لا يجوز”، بل تقوم على فهم واقع المستفتي، وتكييف المسألة على القواعد الفقهية، والنظر في المآلات قبل إصدار الحكم، مشددًا على أن تاريخ الأمة مليء بتحذيرات العلماء من التجرؤ على الفتوى دون علم.

وأكد الضويني أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة داعمة للمفتي في البحث وترتيب المعلومات وتحليل الفتاوى، لكنه لن يكون بديلًا عن العقل البشري والملكة الفقهية التي تزن الأمور وتربط النصوص بالواقع، محذرًا في الوقت ذاته من ذوبان الهوية وضياع الشخصية في الفضاء الرقمي.

وكشف عن عمل الأزهر على صياغة وثيقة أزهرية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أهمية وضع ميثاق أخلاقي يضمن توظيف التقنية لخدمة القيم والمبادئ، ويمنع تحولها إلى أداة لانتهاك الخصوصية أو تزييف الحقائق.

وفي سياق رسالته السياسية والإنسانية، أدان وكيل الأزهر الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة والأراضي الفلسطينية، واصفًا إياها بأنها “مظاهر ضد الإنسانية قبل أن تكون ضد القضية الفلسطينية”، مشيدًا بالدور المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم الشعب الفلسطيني ووقف العدوان.

واختتم الضويني كلمته بالدعوة إلى إعداد خريطة متكاملة لإعادة تأهيل المفتين تجمع بين التأصيل الشرعي والتمكن من أدوات العصر الرقمي، مع الانتقال من موقع المفعول به إلى موقع الفاعل في قيادة هذه التحولات التقنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: