كتبت – رندة نبيل رفعت
في كلمة وُصفت بأنها مزيج بين العمق الفكري والرسالة الأخلاقية، أكد معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن “الرشد” هو الغاية الكبرى للدين وشرائعه، وعلامة الهداية التي ينبغي أن تقود البشرية، وخاصة في خضم الأمواج المتلاطمة لعصر الذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي العاشر لدار الإفتاء المصرية، المنعقد بالقاهرة تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحت عنوان: “صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي”.
وأوضح وزير الأوقاف أن مفهوم “الرشد” الذي يتصدر شعار المؤتمر ليس مجرد قيمة دينية، بل هو معيار حضاري وأخلاقي قادر على ترويض جموح التكنولوجيا الحديثة، التي تهدد بإعادة تشكيل القيم والمعايير الإنسانية. وأكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تطبيقات سطحية مثل “شات جي بي تي” أو “ديب سيك”، بل بات صناعة ثقيلة تستثمر فيها الدول المليارات، وتخترق مجالات الطب والصناعة والتعليم والأمن السيبراني، وتعيد تشكيل أنماط التفكير والإبداع.
وأشار الأزهري إلى أن التنافس العالمي في تغذية منصات الذكاء الاصطناعي بالمعرفة والحكمة سيولد “المفتي الرشيد”، و”الفيلسوف الرشيد”، و”المفكر الرشيد” القادرين على قيادة المجتمعات بوعي وحكمة في هذا العصر المعقد.
وفي رسالة سياسية وإنسانية حاسمة، شدد وزير الأوقاف على أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة، قائلاً: “سنظل في مصر داعمين لأشقائنا في فلسطين، ورافضين بكل حزم محاولات تهجيرهم أو تصفية قضيتهم، ومواجهين كل صور الظلم والقهر التي يتعرضون لها، خاصة في غزة”.
واختتم كلمته بالتأكيد على وحدة الصف بين وزارة الأوقاف ودار الإفتاء ونقابة السادة الأشراف ومشيخة الطرق الصوفية خلف الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، قائلاً إنهم سيواصلون حمل مشاعل الخير والنور لمصر والعالم العربي والإسلامي والبشرية جمعاء، متسلحين بأخلاق الشرع الشريف وأنواره في مواجهة التحديات.