كتبت – رندة نبيل رفعت
برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، افتتح فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عيّاد –مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم– أعمال المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء تحت عنوان: «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي».
في كلمة استثنائية حملت أبعادًا فقهية وأخلاقية وسياسية، حذّر فضيلة المفتي من خطورة انفصال التقنية عن القيم، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي إذا جُرِّد من الضوابط الشرعية والمقاصدية يتحول إلى أداة قمع وعدوان، كما يحدث في غزة حيث “تحوّلت الخوارزميات إلى سلاح قتل دقيق استُخدم لاستهداف الأحياء والمنازل، وأزهق أرواح الآلاف”.
وقال فضيلته:
“غزة ليست مجرد مأساة إنسانية، بل اختبار فقهي وأخلاقي لضمير العالم، وصمت الفتوى أمام الدم المسفوك هناك جريمة في حق الدين والإنسانية”.
ودعا إلى بناء نماذج ذكاء اصطناعي شرعية تحت إشراف علماء الشريعة وخبراء التقنية وفلاسفة المقاصد، ووضع ميثاق أخلاقي عالمي يضبط استخداماته، مؤكدًا أن الآلة لا يمكن أن تحل محل المفتي، “لأنها تفتقر إلى خشية الله وبصيرة القلب وحكمة المقصد”.
وفي سياق حديثه عن دور مصر، شدد فضيلته على أن الموقف المصري تجاه فلسطين راسخ وشريف، رافضًا أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم، ومتمسكًا بحقوقهم التاريخية رغم حملات التشويه.
واختتم المفتي كلمته بنداء إنساني إلى الضمائر الحيّة في الشرق والغرب:
“ارحموا عجزَ أهل غزة.. فإن لهم عند الله يومًا يُقتص فيه من الطغاة”.
