“المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي: بين تحديات الفتاوى المؤتمتة وضرورة التكامل الشرعي-التقني”

“المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي: بين تحديات الفتاوى المؤتمتة وضرورة التكامل الشرعي-التقني”


كتبت – رندة نبيل رفعت

في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكد د. يوسف بلمهدي – وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري – على أن التحولات الرقمية المتسارعة تفرض إعادة تعريف دور المفتي في العصر الحديث، مشددًا على أن “المفتي الرشيد” لم يعد رفاهية فكرية، بل ضرورة شرعية ومجتمعية لمواجهة تداعيات العولمة الرقمية، والحفاظ على الأمن الفكري في ظل انتشار الفتاوى العشوائية عبر منصات الذكاء الاصطناعي.

وأبرز الوزير الجزائري أن التحدي الأكبر يتمثل في “الفتاوى المؤتمتة غير المنضبطة”، والتي تفتقر إلى الفهم المقاصدي للشريعة، أو مراعاة السياقات الإنسانية، مُحذرًا من خطورة الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي العامّة في إصدار الفتاوى دون رقابة بشرية. وأوضح أن الآلة تظل عاجزة عن استيعاب الأبعاد النفسية والاجتماعية للمستفتي، أو ممارسة الاجتهاد المقاصدي القائم على موازنة المصالح والمفاسد.

وفي هذا الإطار، دعا إلى تكامل الشرع مع التقنية عبر:

  1. تأهيل المفتي رقميًا: بدمج أدوات الذكاء الاصطناعي في التكوين الشرعي، مع الحفاظ على الثوابت الأصولية.
  2. تعزيز الرقابة المؤسسية: بإنشاء منصات دولية لتبادل التجارب الإفتائية الرقمية، وربط أنظمة الذكاء الاصطناعي بمؤسسات إفتائية معتمدة.
  3. التحصين المعرفي للجمهور: عبر نشر محتوى ديني رشيد بلغات متعددة، ورصد الفتاوى المغلوطة بالتعاون مع هيئات مكافحة التضليل الرقمي.

كما طرح رؤيةً لـ “مفتي المستقبل” الذي يجمع بين:

  • الإلمام بعلوم الشريعة.
  • الفهم العميق للواقع وتحديات التقنية.
  • القدرة على تفكيك خطاب الذكاء الاصطناعي وترشيد استخدامه.

واختتم بالتأكيد على أن رفض التكنولوجيا ليس خيارًا، بل المطلوب احتواءها وتوجيهها لخدمة الفتوى الرشيدة، مع وضع ضوابط صارمة مثل:

  • إخضاع الفتاوى الذكية لمراجعة بشرية.
  • حماية بيانات المستفتين.
  • تدريب نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة في الفقه الإسلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: