كتبت – رندة نبيل رفعت
في كلمة ألقاها عبر تقنية الفيديو كونفرانس خلال المؤتمر العالمي العاشر لدار الإفتاء المصرية، كشف د. عمرو طلعت – وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات – عن رؤية جديدة لصناعة الفتوى في عصر الثورة الرقمية، مؤكدًا أن “الفتوى الرشيدة لم تعد تحتاج فقط إلى علم شرعي، بل إلى وعي تكنولوجي وحوكمة رقمية”، في ظل عالم أصبحت فيه المعرفة “أقرب من الأنفاس”.
وأشار إلى المفارقة التاريخية التي يعيشها العالم الإسلامي اليوم، حيث “المعرفة متاحة للجميع، لكن الحكمة تحتاج إلى بصيرة”، مستشهدًا بكلمة الإمام محمد عبده: “الدين صديق للعلم وباعث على البحث”، ليؤكد أن التحدي الحقيقي يكمن في تصفية المعلومات الرقمية عبر ميزان الشرع والعقل.
رؤية الوزير لـ “مفتي المستقبل”:
- عالم شرعي رقمي: يجمع بين إتقان العلوم الإسلامية وإدراك أدوات العصر.
- حَكَمٌ تقني: قادر على توظيف الذكاء الاصطناعي لترشيد الفتوى عبر:
- تحليل الأسئلة الشرعية عبر “مؤشرات ذكية”.
- تطوير أنظمة حوكمة رقمية للمؤسسات الإفتائية.
- موجّه مجتمعي: يقدم وعيًا دينيًا يتكيف مع السرعة الرقمية دون المساس بالثوابت.
مبادرات مقترحة لدمج التقنية في الفتوى:
- منصات إفتائية ذكية: تُصحح المعلومات الدينية المغلوطة تلقائيًا.
- قواعد بيانات موثوقة: تجمع التراث الفقهي مع المستجدات الرقمية.
- تدريب المفتين على “الاجتهاد الرقمي”: لفهم آلية عمل الذكاء الاصطناعي وتحدياته.
واختتم كلمته بتأكيد أن “الجمود على القديم هلاك، ومواكبة العصر حياة”، داعيًا إلى شراكة استراتيجية بين المؤسسات الدينية ووزارات الاتصالات لصناعة “فتوى عصرية تحترم الماضي وتفهم الحاضر وتستشرف المستقبل”.