السفير العُماني بالقاهرة: الموقف العربي راسخ.. ودور مصر صمام الأمان للقضية الفلسطينية رغم الفيتو  وغطرسة الاحتلال

السفير العُماني بالقاهرة: الموقف العربي راسخ.. ودور مصر صمام الأمان للقضية الفلسطينية رغم الفيتو وغطرسة الاحتلال

القاهرة – رندة نبيل رفعت

في أعقاب الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، فتح السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان بالقاهرة، قلبه وعدسته السياسية في حوار خاص، ليكشف عن عمق الرؤية العُمانية تجاه القضية الفلسطينية، ويؤكد أن الموقف العربي – رغم الضغوط الدولية والفيتو الأمريكي – سيبقى صامداً وثابتاً.

القضية الفلسطينية.. جرح تاريخي لم يبدأ في 7 أكتوبر

بصوت هادئ لكن كلماته تحمل قوة الموقف، قال السفير الرحبي:

“عندما نتحدث عن فلسطين لا يمكن أن نختزل القضية في أحداث السابع من أكتوبر، فالقضية تمتد لأكثر من 70 عاماً من الظلم والحصار والقتل اليومي، بينما يقف العالم متفرجاً، وأحياناً داعماً للاحتلال”.

وأضاف:

“الشعب الفلسطيني عاش وما زال يعيش في سجن كبير بغزة، ومعاناة الضفة الغربية لا تقل قسوة، وإذا كان أي إنسان سيتصرف دفاعاً عن نفسه إذا ضايقه جاره، فما بالك بشعب تُهان أرضه وتُنتهك حقوقه يومياً؟”.

ازدواجية المعايير.. والانحياز الفاضح

انتقد السفير العُماني بشدة سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها بعض القوى الكبرى، قائلاً:

“لو أن هناك استماع لصوت العقل منذ البداية، لما وصلنا إلى هذا المستوى من الانفجار في المنطقة. لكن الفيتو المتكرر لحماية إسرائيل شكّل غطاءً لكل الانتهاكات الجسيمة، وضرباً للقانون الدولي والإنساني، وإهانة لمنظومة الأمم المتحدة”.

وأكد أن هذه الازدواجية شجعت إسرائيل على التمادي في سياساتها الاستيطانية والعدوانية، مشيراً إلى أن هذا النهج يقود العالم إلى منحنى خطير.

عُمان.. يد سلام مشروطة بعدالة الحل

استعرض السفير الرحبي موقف سلطنة عمان الثابت، قائلاً:

“نحن في عُمان دعمنا كل مبادرات السلام، بما في ذلك الاتفاقيات التي سعت لفتح قنوات مع إسرائيل، لكن كان شرطنا دائماً هو الالتزام بحل الدولتين ووقف التوسع الاستيطاني. ومع الأسف، لم تلتزم إسرائيل بأي من هذه الشروط، وضربت بها عرض الحائط”.

قرارات الجامعة العربية.. رسالة رفض حاسمة

وعن أهم مخرجات الاجتماع الطارئ، أوضح السفير العُماني:

“الاجتماع جاء رداً مباشراً على قرار الكنيست الإسرائيلي بضم الضفة الغربية، وهو قرار يدين الاحتلال ويفضح تنصله من التزاماته الدولية.
كما تم التأكيد على ضرورة تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وحظر التعامل مع الشركات العاملة في المستوطنات، ودعوة الأعضاء العرب في مجلس الأمن للتحرك لتعرية هذه الممارسات، حتى لو واجهنا فيتو أمريكياً جديداً”.

وأشار إلى أن باقي فقرات البيان أكدت على مخرجات القمم العربية السابقة في الرياض والقاهرة، وعلى الترحيب بالخطة المصرية لإعادة إعمار غزة.

الرد على الشائعات حول دور مصر

وعن الحملات التي تحاول التشكيك في الدور المصري، رد السفير الرحبي بوضوح:

“مصر لم تتوانَ يوماً عن الدفاع عن القضايا العربية، وهي تقوم بجهود جبارة في دعم الشعب الفلسطيني. هذه الشائعات ما هي إلا جزء من حرب معنوية لإحداث فرقة بين الدول العربية، ولن تنجح، لأن الحقائق على الأرض واضحة، والتاريخ يشهد لمصر بمواقفها”.

رسالة إلى العالم

واختتم السفير العُماني حواره برسالة قوية:

“مهما حاول الاحتلال فرض الأمر الواقع، سيبقى الموقف العربي ثابتاً، وستظل يد السلام ممدودة، لكن ليس على حساب الأرض أو الكرامة أو الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن استمرار الظلم لن يجلب إلا مزيداً من عدم الاستقرار للجميع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: