رئيس فيتنام من قلب الجامعة العربية: ندعم دولة فلسطينية مستقلة ونمدّ الجسور نحو شراكة استراتيجية عربية آسيوية

رئيس فيتنام من قلب الجامعة العربية: ندعم دولة فلسطينية مستقلة ونمدّ الجسور نحو شراكة استراتيجية عربية آسيوية

كتبت – رندة نبيل رفعت

في كلمة تاريخية أمام مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، وبحضور الأمين العام أحمد أبو الغيط، أكد رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية فو فان ثونج (لونج كونج)، الموقف الثابت لبلاده تجاه القضايا الدولية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، معلنًا تأييد بلاده الكامل لحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، عاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل 1967، بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.

وفي كلمته التي عكست توازنًا استراتيجيًا ورؤية تقدمية للتعاون جنوب-جنوب، وصف الرئيس الفيتنامي جامعة الدول العربية بـ”البيت الجامع للعرب”، مثمنًا دورها المحوري في تعزيز الاستقرار، وتكريس ثقافة السلام، وترسيخ الحضور العربي الفاعل على الساحة الدولية.

وأضاف أن شعوب فيتنام عبر الأجيال لطالما استلهمت من الحضارة العربية قيم الكرامة والحرية والشجاعة، مؤكدًا أن تلك القيم المشتركة تمثل أساسًا صلبًا لتعميق التعاون الثقافي والحضاري بين الشعوب العربية والفيتنامية.

شراكة “جنوب-جنوب” ومصير مشترك في عالم مضطرب

وانطلاقًا من فهم فيتنامي عميق للتحديات الدولية، أشار الرئيس إلى أن العالم يمر بتحولات غير مسبوقة، مع تصاعد النزاعات الإقليمية، والتنافسات بين القوى الكبرى، وعودة خطاب القوة في العلاقات الدولية. كما حذر من التهديدات غير التقليدية مثل تغير المناخ، وأزمات المياه والغذاء، والأمن السيبراني، مؤكدًا أن الدول النامية –ومن ضمنها فيتنام والدول العربية– تدفع ثمن تلك التحولات.

وقال الرئيس ثونج: “نؤمن في فيتنام أن السلام والتعددية مسؤولية جماعية. وعلى الجميع احترام ميثاق الأمم المتحدة والمصالح المشروعة للدول المتوسطة والصغيرة. قوتنا تكمن في وحدتنا، وعلينا أن نبني نظامًا دوليًا أكثر عدلًا وتوازنًا”.

دروس فيتنامية للتنمية والنهضة

واستعرض الرئيس الفيتنامي تجربة بلاده في التحول من دولة فقيرة إلى واحدة من أكبر اقتصادات التصدير العالمية، بفضل سياسة “دو موي” التي أطلقت في 1986، والتي قامت على ثلاث ركائز: الديمقراطية الاشتراكية، ودولة القانون، واقتصاد السوق الموجّه اجتماعيًا.

وأشار إلى أن بلاده تحتفل في 2025 بمحطات وطنية كبرى، من بينها ذكرى ميلاد الزعيم هو تشي منه، ومرور 50 عامًا على إعادة توحيد البلاد، مشددًا على أن هذه المناسبة ترمز إلى روح التسامح والمصالحة التي تميز الشعب الفيتنامي.

فيتنام والعالم العربي: رؤية جديدة للتكامل الاقتصادي

وأكد الرئيس أن فيتنام تنظر إلى الدول العربية باعتبارها شريكًا اقتصاديًا وثقافيًا محوريًا، مشيرًا إلى تقارب البنى الاقتصادية بين الجانبين، وتوفر فرص كبيرة للتعاون في قطاعات مثل الصناعات الحلال، والتحول الرقمي، والتكنولوجيا، والسياحة، والتعليم.

كما أعلن عن استعداد بلاده لتكثيف التعاون في إطار التبادل الطلابي، خاصة لدعم دراسة اللغة العربية لدى الطلبة الفيتناميين، وتسهيل التأشيرات مع الدول العربية والإسلامية، بما يعكس انفتاحًا فيتناميًا نحو تعزيز العلاقات الشعبية والدبلوماسية.

وفي ختام كلمته، أعرب رئيس فيتنام عن أمله في فتح صفحة جديدة في علاقات بلاده مع مصر والدول العربية، قوامها الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، والرؤية الجماعية لعالم أكثر أمنًا وعدلًا. كما أبدى استعداد فيتنام للعب دور “جسر” استراتيجي لتعزيز الشراكة بين رابطة “آسيان” وجامعة الدول العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: