كتبت – رندة نبيل رفعت
في مشهدٍ سياسي حافل بالحساسية والرهانات الدولية، شارك الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في الجلسة الحوارية الرئيسية ضمن فعاليات المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية وتنفيذ حل الدولتين، الذي تستضيفه نيويورك في الفترة من 28 إلى 30 يوليو الجاري، بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.
وخلال عرضه المشترك مع دوبرافكا شويكا، المفوض الأوروبي لشؤون البحر الأبيض المتوسط، لنتائج أعمال مجموعة العمل الثامنة المعنية بـ”جهود يوم السلام”، شدد أبو الغيط على أن رؤية الجامعة العربية للسلام الشامل والعادل لا تزال صامدة رغم الجمود السياسي والتعنت الإسرائيلي الممتد منذ أكثر من عقدين.
وصرّح جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن أبو الغيط أعاد التذكير بأن جوهر حل الدولتين والاستعداد العربي للتطبيع الكامل مع إسرائيل قائم منذ عام 2002 بموجب مبادرة السلام العربية، والتي قوبلت بـ”صمت إسرائيلي رسمي”، وهو ما يعكس – بحسب أبو الغيط – انعدام الرغبة الحقيقية لدى الطرف الإسرائيلي في إنهاء الاحتلال.
وفي مداخلته الحادة، قال أبو الغيط: “تصور إسرائيل بأنها تستطيع تحقيق التطبيع والاندماج الإقليمي مع بقاء الاحتلال والاستيطان هو محض وهم… ولا يمكن للسلام أن يُبنى على أرض مغتصبة وعدالة غائبة”.
كما أثنى على “حزمة دعم السلام” المقترحة من الاتحاد الأوروبي، والتي تمثل خطوة حقيقية يمكن تفعيلها فور إعلان دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، مشيرًا إلى أن الجامعة العربية تتعاون بنشاط مع القوى الدولية لإحياء المسار السياسي وفق مرجعية الشرعية الدولية.
وأكد الأمين العام أن السلام الشامل في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا عبر الاعتراف الكامل بحقوق الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال عن القدس الشرقية وكافة الأراضي المحتلة، محذرًا من أن القفز على هذا الأساس سيؤدي إلى استدامة النزاع وتهديد الاستقرار الإقليمي والدولي.
الجامعة العربية تعود إلى الواجهة الدولية كصوت للشرعية وضامنٍ للمبادرة العربية… وأبو الغيط يرسّخ معادلة: لا سلام دون دولة فلسطينية